إلى أولئك الذين خرجوا عبر مقاطع فيديو رخيصة، يلوكون بألسنتهم ألفاظًا ساقطة ويتطاولون على شباب الأردن، نقولها بملء الفم: قفوا عند حدّكم، فالشباب الأردني أشرف من أن تنالهم ألسنتكم، وأرقى من أن تُخدش صورتهم بمحاولاتكم البائسة.
إن شباب الأردن ليسوا مادة للتندر ولا ألعوبة لمن يبحث عن شهرة زائفة على حساب الوطن. هم الجيل الذي تربى على العزيمة، ونهل من قيم الولاء والانتماء، ووقف صلبًا في وجه التحديات. من مقاعد الدراسة، إلى ميادين العمل، إلى صفوف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، أثبتوا أنهم وعي الوطن وعنوان كرامته.
وتفعيل خدمة العلم لم يأتِ اعتباطًا، بل هو تأكيد على الثقة بدور الشباب في حمل المسؤولية، وترسيخ الانضباط، وصناعة المستقبل. أما من يسخر من هذه الخطوة الوطنية أو يقلل من قيمتها، فإنه في الحقيقة يسخر من نفسه قبل أن يسيء لغيره، ويكشف عن جهل وضيق أفق لا يليق بمكانة الأردن ولا بشبابه.
إن من يسيء إلى شباب الأردن يضع نفسه في مواجهة الوطن بأسره، فهؤلاء الشباب ليسوا عابرين في مسيرة الدولة، بل هم عمادها وعنوان بقائها، ورهانها الأكيد على تجاوز التحديات. والتاريخ لن يكتب أسماء المسيئين، بل سيحفظ مواقف الشباب الأردني الذين سطروا بوعيهم وإيمانهم وانخراطهم في الشأن العام، أبهى صور الانتماء والوفاء.
فلتذهب أصوات الإساءة إلى غياهب النسيان، ولتبقَ صورة الشباب الأردني شامخة لا تُمس، عصيّة على التشويه، راسخة في وجدان الوطن وقيادته، عنوانًا للفخر، وذخرًا للمستقبل.