علّمنا التاريخ أن هناك حدودًا لا يمكن لأحد تجاوزها، وأن الأردن ليس ساحة للأحلام المريضة التي تروّج لها قيادات الاحتلال بين الحين والآخر. تصريح بنيامين نتنياهو الأخير عمّا يسميه "إسرائيل الكبرى" لم يكن سوى تكرار لخطاب استعماري بائد، لكنه هذه المرة اصطدم بإجماع أردني نادر جمع الشعب والقيادة والمؤسسات على كلمة واحدة: الأردن خط أحمر.
ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها الاحتلال استفزاز الأردن أو التشكيك بسيادته، لكن من الواضح أن مطلقي هذه التصريحات يجهلون أن في الأردن شعبًا يعرف كيف يصون ترابه، وقيادة هاشمية جعلت من الكرامة الوطنية مبدأ لا يُساوَم عليه، وجيشًا عربيًا أثبت عبر تاريخه أنه السيف الذي يقطع يد كل معتدٍ.
اليوم، الرسالة واضحة: الأردنيون جميعًا، من شتى الأصول والمنابت، ومن كل العشائر والمدن والقرى والمخيمات، يقفون صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية. ومن يختبر صبرنا سيكتشف أن الرد الأردني ليس شعارات، بل فعل يغيّر المعادلات ويرسم الخطوط الحمراء بمداد القوة.
الأردن سيبقى كما كان دائمًا، أرض العز، وموطن الوفاء، وحصن العرب المنيع. ومن يحاول الاقتراب من سيادته أو النيل من مكانته، فليقرأ جيدًا في كتب التاريخ كيف كانت نهاية كل من راهن على كسر إرادته.