لم تكن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال عن أوهام "إسرائيل الكبرى" إلا انعكاسًا لعقلية استعمارية متغطرسة، تجاوزت حدود المنطق والقانون، وأظهرت للعالم وجه المشروع الصهيوني القائم على العدوان وإنكار الحقوق وتهديد استقرار المنطقة.
هذه التصريحات وأفعال صاحبها ليست سوى رعونة سياسية تدل على حالة كاملة من الانعزال الإقليمي والأزمات الذاتية، وتكشف عن فقدان البوصلة السياسية وتراكم الاستعداء الدولي من حوله، وعدم وعيه بخطورة ما يقول كما صرح وزير الاتصال الحكومي.
لقد تمادى الكيان الغاصب في ممارسة القصف العشوائي وقتل الأبرياء، حتى بلغ مرحلة الانتحار الذاتي، إذ أن الاحتلال الذي يفرط في العنف يفقد شرعيته وقدرته على البقاء، وتبدأ عوامل سقوطه من داخله قبل أن تأتيه الضربات من خصومه.
هذه المواقف ليست إلا دليلًا على أزمات سياسية خانقة ووضع متدهور أمام تيارات التطرف الداخلي، بينما هرطقات "إسرائيل الكبرى" ستتحطم حتمًا أمام صلابة الأردنيين.
الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الموحد، كان وسيبقى عصيًا على الانكسار، ثابتًا على مبادئه، متمسكًا بدوره التاريخي في حماية المقدسات والدفاع عن الحقوق العربية.
إرادته الوطنية المستمدة من تاريخ من الوفاء والتضحيات، ووحدته الداخلية التي تشكل العشائر الأردنية عمودها الفقري، جعلت منه حصنًا منيعًا أمام كل محاولات الاختراق والتفكيك.
ومادام على سطح الأرض طفل فلسطيني واحد يطالب بحقه، فسوف ينتصر، فهذا ما يثبته التاريخ وتؤكده التجارب.
إن مقاومة الأطماع الصهيونية ليست مجرد موقف سياسي، بل هي التزام تاريخي وأخلاقي ووطني، تدعمه قناعة راسخة بأن هذا الكيان إلى زوال، وأن تحالفاته الاستعمارية لن تدوم، خاصة مع دخول الإمبراطورية الأمريكية ذاتها مرحلة الترنح وفقدان السيطرة على موازين القوى العالمية. فالنهاية حتمية، والحق سيحق، والعدالة ستتحقق، وسيحصل الفلسطينيون على دولتهم وحقهم في تقرير المصير.
هذا الوطن سيظل شامخًا في وجه الأطماع، مدافعًا عن الأرض والهوية، مؤمنًا بأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الشعوب الحرة هي التي تصنع المستقبل. ومع جيشه المصطفوي وأجهزته الأمنية اليقظة، سيرفع الأردن راية العز حتى يزول الاحتلال ويعلو صوت العدالة.
حمى الله الأردن وقائده، وأدام عز ولي عهده الأمين، وحفظ جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية حصنًا للوطن والأمة.