في خضم الجدل الدائر حول اللحظات الأخيرة للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، خرج الكاتب الصحفي اليمني همدان العليي ليدحض ما وصفه بـ"الحملة الممنهجة" التي تهدف لتشويه صورة صالح عبر وصفه بـ"الهارب"، مؤكداً أن هذه الادعاءات جزء من محاولات جماعة الحوثي وأنصارها للنيل من رموز اليمن.
وفي مقال له، رصدته "نيروز الإخبارية"، اليوم الأحد، علّق العليي على ما ورد في الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" بعنوان "علي عبدالله صالح.. المعركة الأخيرة"، مؤكداً أن صالح رفض مغادرة صنعاء رغم عروض الوساطة المتكررة، مفضلاً المواجهة والموت على التسليم، وهو ما أكده أيضاً نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر في لقاء عام 2018، حيث قال إنهم عرضوا على صالح الخروج الآمن، لكنه أصر على البقاء والقتال.
العليي وجّه نقدًا حادًا إلى الفئات التي تصف صالح بـ"الهارب"، قائلاً إن من يطلقون هذه التسمية هم إما نازحون إلى الخارج، أو يعيشون تحت سلطة الحوثيين دون جرأة على انتقادهم، أو هم من عناصر الجماعة ذاتها التي تتعمد الإساءة لكل من يقف في وجه مشروعهم.
وفي السياق ذاته، فجّر مدين علي عبدالله صالح، نجل الرئيس الراحل، مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه لأول مرة تفاصيل مغايرة للرواية الرسمية المتداولة منذ ثماني سنوات بشأن مقتل والده.
وقال مدين في شهادته ضمن الوثائقي، إن والده لم يُقتل داخل منزله بحي الثنية في صنعاء كما أُشيع، بل قُتل أثناء خروجه من العاصمة في طريقه إلى قريته "حصن عفاش" بمديرية سنحان. وتعرض موكب صالح لكمين حوثي في قرية "الجحشي"، حيث دارت اشتباكات عنيفة أُصيب خلالها صالح برصاصتين، في الساق والصدر، قبل أن يلقى مصرعه في الموقع ذاته.
ويعيد هذا الكشف ترتيب الروايات المتعلقة بمصير صالح، ويعزز من سردية أنه قاوم حتى الرمق الأخير، في وجه جماعة تتّهمها أطراف محلية ودولية باستخدام أساليب الغدر والخداع.