كشفت صحيفة "الأحرار الغراء" أن الشيخ حديثة الخريشة، الزعيم الأردني المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الثوار، لعب دوراً محورياً في توفير الحماية لسلطان باشا الأطرش ورفاقه إبان الثورة السورية الكبرى، وذلك عقب وصولهم إلى منطقة الموقر حيث تقيم عشائر الخريشة.
وذكرت الصحيفة أن الخريشة جمع بين سلطان باشا والأمير عبدالله بن الحسين، الذي كان متواجداً في المنطقة لغرض القنص، فدار بينهما حوار معمق حول مصير الثوار السوريين وعائلاتهم، وإمكانية إقامتهم في شرق الأردن، بعيداً عن ملاحقة السلطات الفرنسية.
وبحسب التقرير، فقد أبدى الأمير عبدالله اهتماماً كبيراً بالأمر، وسارع بالعودة إلى عمان ليفاوض وكيل المعتمد البريطاني وقائد الطيران، مطالباً بإلغاء القرار السابق الذي يقضي بإبعاد سلطان باشا وجماعته عن شرق الأردن.
وتشير المعلومات إلى أن الحكومة البريطانية كانت في حالة ارتباك حيال هذا الملف، وتنتظر التشاور مع الجهات العليا لاتخاذ القرار، وسط توقعات بالسماح لسلطان باشا بالإقامة في مدينة كالعقبة أو معان، فيما قد يُسمح لبعض مرافقيه بالبقاء شرط تجريدهم من السلاح وتقييد حركتهم.
ويبرز هذا الحدث التاريخي دور الشيخ حديثة الخريشة كوسيط سياسي ووطني وقف إلى جانب قضايا العرب في وجه الاستعمار، وخاصة الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.
المصادر/ جريدة فلسطين 1927 د. زهير غنايم د. جورج طريف.