في لحظةٍ تحمل دلالاتٍ كبيرة، جمعت صورة مؤثرة كلاً من الفريق الركن المتقاعد العين حسين الحواتمة، مدير الأمن العام الأسبق وعضو مجلس الأعيان، واللواء المتقاعد محمد العواملة، والمقدم المتقاعد الدكتور خالد الحياري، في لقاءٍ ليس كباقي اللقاءات، بل يوثق رسالة أعمق من مجرد اجتماع عابر، إنها صورة الولاء والانتماء لوطنٍ ما تزال سواعد رجاله تحمل عبق الشرف والوفاء.
إن اجتماع هذه القامات الأمنية والعسكرية، التي خدم كلٌّ منها في مواقع المسؤولية بصدق وإخلاص، يعكس وحدة الصف بين أبناء الجيش والأجهزة الأمنية، وتأكيدهم الدائم على أن خدمة الوطن لا تتوقف عند التقاعد، بل تستمر بحبٍ ووفاء، وإيمانٍ راسخٍ بثوابت الدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية الحكيمة.
هذه الصورة لم تكن عابرةً في معناها، بل كانت مشهداً وطنياً ناطقاً، عنوانه العريض: "نحن المتقاعدون، باقون على العهد.. جندُ الوطن في الميدان والوجدان".
لقد أثبت المتقاعدون العسكريون أنهم الرديف الحقيقي للمؤسسة العسكرية، وأن حبّ الوطن يسكنهم كما يسكن جنوده في الثكنات، فهم أصحاب البدايات المشرفة، وروّاد الحكاية الأردنية في ميادين العطاء.
ووسط تحديات العصر، تبقى هذه الوجوه شاهدةً على تضحيات أجيالٍ خدمت في صمت، وقدّمت الكثير دون انتظار مقابل، لتبقى الراية الأردنية خفّاقة، والعرش الهاشمي محفوظاً بأبناء أوفياء أقسموا أن يكونوا الحصن الحصين للدولة.