في زمنٍ تزدحم فيه الشاشات بالصور والمفاهيم المتنوعة، تبقى التربية الوطنية هي السور الأول لحماية هوية الأجيال ووجدانهم. فحب الوطن لا يُورَّث بالدم وحده، بل يُغرس في القلب منذ الصغر بالتربية الصادقة والمواقف الأصيلة، حتى يُصبح جزءًا من كيان الطفل الذي يكبر وهو يعرف أين جذوره، ولمن ينتمي، وأي راية يحمل.
*الأردن… وطن بني على الكبرياء* *والكرامة**
الأردن لم يكن يومًا مجرد رقعة جغرافية، بل وطن صنع تاريخه الرجال الأوفياء، وكتب مجده ملوك هاشميون نذروا أنفسهم لأجل شعبهم وأمتهم. فمنذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول، مرورًا بالحسين الباني، ووصولًا إلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين — والأردن قصة نضال وشموخ استثنائي.
ومن هنا، فإن تعليم الأطفال حب الأردن هو تعليمهم احترام التضحية، وفهم قيمة الأمن والاستقرار، ومعنى أن تعيش تحت راية تحمل ذكرى الأنبياء وخلفاء العرب.
*كيف نُعلّم أبناءنا حب الوطن* ؟
إن المسؤولية تبدأ من البيت قبل المدرسة، ومن القلب قبل المناهج. لا يكفي أن نردد أمام أطفالنا شعارات عن حب الوطن، بل يجب أن نُترجم هذا الحب سلوكًا يوميًا، ليشعر به الطفل ويلمس أثره:
*1. رواية تاريخ الأردن* *والهاشميين** :
احكوا لهم عن معركة الكرامة، وعن شهدائنا الأبطال، وعن الحسين الذي ما نام إلا وقلبه مع شعبه، وعن عبد الله الثاني الذي جاب الأردن قرية قرية، يحمل هم المواطن ويفتخر بإنجازاته.
*2. المشاركة في المناسبات الوطنية* :
اصطحبوا أطفالكم في احتفالات عيد الاستقلال، وارفعوا معهم العلم عاليا، وفسروا لهم معنى كل لون وكل رمز فيه.
*3. زيارة المعالم الوطنية:*
زوروهم الأضرحة والمواقع الأثرية والمواقع العسكرية. علّموهم أن هذه الأرض رويت بدماء طاهرة، وأن كل حجر فيها يروي قصة أجدادهم.
*4. الاقتداء بقيادتنا* *الهاشمية** :
اشرحوا لهم ما معنى أن يكون لنا قائد يتحدث باسم شعبه في المحافل الدولية، يدافع عن القدس، ويحمل هم الأمة. علموهم الوفاء لقيادة جعلت الإنسان أغلى ما نملك.
*كلمة أخيرة*
إن الوطن هو الحضن الذي لا يُستبدل، والقيادة الهاشمية هي الأمانة التي حملها آل البيت منذ قرون. وتعليم أطفالنا حب الأردن والقيادة ليس ترفًا وطنيًا، بل فريضة أخلاقية ووطنية تحفظ استقرار بلدنا ومستقبل أجياله.
فلنزرع في قلوبهم أن الأردن وطن العز والكرامة، وأن قيادته الهاشمية حكاية شرف، وأن حب الوطن فعل لا قول، ومسؤولية لا شعار.
عاش الأردن حرًا أبيًا، وعاشت قيادته الهاشمية الحكيمة.