بينما لا تزال تداعيات الغارة الإسرائيلية التي استهدفت محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس تتصدر المشهد، تتصاعد التكهنات حول مصير قائد حماس في غزة محمد السنوار، بعد أن تحدثت إسرائيل عن استهدافه بشكل مباشر، ورغم عدم تأكيد مقتله حتى اللحظة، بدأت الأسئلة تُطرح حول البديل المحتمل لقيادة كتائب القسام في حال غيابه، فهل بات عز الدين الحداد، المعروف بـ"أبو صهيب" و"شبح كتائب حماس"، المرشح الأوفر حظًا لقيادة الكتائب؟
غارة خان يونس... قصف مكثف وغموض في النتائج
الغارة الإسرائيلية التي استُخدم فيها ما يقارب الطن من الذخائر والقنابل، لم تقتصر على استهداف بنية تحتية، بل كانت محاولة اغتيال لعدد من قيادات الصف الأول في حماس. وقد ذُكر أن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم حماس، ومحمد شبانة، قائد لواء رفح، ربما كانا في محيط المنطقة، إلا أن تأكيد أبو عبيدة لبقائه على قيد الحياة أعاد جزءًا من التوازن.
ورغم هذا الغموض، إلا أن الغارة أعادت إلى الأذهان عمليات اغتيال سابقة لقيادات بارزة مثل محمد الضيف ورافع سلامة، والتي لم توقف حركة حماس، بل دفعتها لإعادة ترتيب صفوفها باستمرار.
عز الدين الحداد.. "شبح الكتائب" وخليفة محتمل
يُنظر إلى عز الدين الحداد كأحد أبرز القيادات العسكرية الصاعدة في حماس، وهو قائد لواء غزة وعضو المجلس العسكري المصغر، تولى قيادة اللواء بعد اغتيال باسم عيسى في 2021، كما أنه قاد ما لا يقل عن ست كتائب إضافة إلى وحدة قوات خاصة. وتولى مسؤولية شمال قطاع غزة بعد رحيل أحمد غندور في يونيو 2024.
يُعرف الحداد بعلاقته الوثيقة بـ يحيى السنوار، وقد لعب دورًا محوريًا في هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث قال في تحقيق تلفزيوني إنه تم بعد اختراق حماس لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، كما كان من مؤسسي جهاز "المجد" لملاحقة العملاء، وتعرض منزله للقصف عدة مرات، كما استُشهد نجله صهيب في غارة إسرائيلية يناير الماضي. وعرضت إسرائيل مكافأة مالية لاعتقاله أو تصفيته بلغت 750 ألف دولار.
صراع الخلافة.. شبانة أيضًا في الصورة
رغم أن الحداد يُعد الأقرب لخلافة السنوار، إلا أن محمد شبانة، قائد لواء رفح، لا يقل قوة وخبرة، ونجا هو الآخر من محاولات اغتيال عديدة. وتحدثت مصادر عن إمكانية تواجده في موقع الغارة الأخيرة إلى جانب السنوار، ما يضيف مزيدًا من الغموض حول مستقبله.
القيادة لا تنتهي بشخص
يؤكد مراقبون أن حركة حماس بُنيت على نظام هرمي يُمكّنها من تجاوز غياب القادة. وقد مرت الحركة من قبل بأزمات مشابهة مثل استشهاد أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي عام 2004، دون أن يؤدي ذلك إلى انهيارها، بل واصلت تطورها حتى أصبحت "جيشًا صغيرًا" في نظر خصومها.
إلى أين تتجه حماس؟
في ظل غموض مصير محمد السنوار، يبقى السؤال الأهم: هل يتمكن عز الدين الحداد من ملء الفراغ؟ أم أن نتنياهو سيستغل الوضع لتصعيد الضغط وفرض شروط تفاوضية قاسية على حماس؟ ما هو مؤكد، أن كتائب القسام تمتلك بنية قوية وقادة على استعداد لملء أي فراغ، ما يجعل رهانات تل أبيب على الانهيار رهانات خاسرة على المدى القريب.