في سابقة تاريخية، انتُخب الأمريكي روبرت بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان، خلفًا للبابا الراحل فرانسيس، واختار اسم "ليو الرابع عشر” ليبدأ فصلاً جديدًا على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وسط تحديات مالية وتنظيمية كبرى.
ويأتي انتخاب ليو الرابع عشر في ظل استمرار تنفيذ إصلاحات اقتصادية صارمة كان قد بدأها سلفه، بهدف تقليص عجز ميزانية الفاتيكان بنحو 83 مليون يورو بحلول عام 2023.
ومن بين الإجراءات اللافتة التي اتخذها البابا فرانسيس سابقًا، تقليص رواتب الكرادلة، ووقف تغطية بعض الامتيازات مثل السكن المجاني والمكافآت الخاصة بمساعديهم.
وبحسب ما أورد موقع "انترنوت” الفرنسي، فإن رواتب موظفي الفاتيكان حالياً تدور حول 4500 يورو، رغم أن الفاتيكان لا ينشر أرقامًا رسمية.
وتشير صحيفة "لا ليبر بلجيك” إلى أن المكملات التي تم إلغاؤها كانت تمثل نحو 10% من الدخل الشهري.
أما رؤساء الأقسام والأساقفة، فتتراوح رواتبهم بين 3000 و4000 يورو شهريًا، بحسب ما ذكرته شبكة رؤية الإخبارية، في حين يتقاضى الكهنة رواتب متواضعة قد لا تتجاوز 1200 يورو، وغالبًا ما يتم تمويلها عبر التبرعات، خصوصًا في دول مثل فرنسا، حيث لا تقدم الدولة أي دعم مالي للكنيسة.
وعن راتب البابا نفسه، فإن التقليد الفاتيكاني يقتضي ألا يتقاضى البابا أجرًا رسميًا، وقد صرّح البابا الراحل فرانسيس في وقت سابق: "لا أكسب شيئًا… عندما أحتاج إلى شيء، أطلبه منهم”، مشيرًا إلى أن الفاتيكان يتكفل بجميع احتياجاته.
ومع ذلك، لا يُستبعد أن يتمتع البابا بمصادر دخل غير مباشرة، مثل العائدات من الكتب أو الهدايا الرسمية. على سبيل المثال، حصل البابا بنديكتوس السادس عشر على أكثر من 4 ملايين يورو من مبيعات كتابه "يسوع الناصري”، بينما تلقى البابا فرانسيس سيارة لامبورجيني فاخرة في عام 2018، قام ببيعها بمبلغ 715 ألف يورو وتبرع بكامل العائدات للجمعيات الخيرية.
يبقى التحدي أمام ليو الرابع عشر هو استكمال مسار الإصلاح الاقتصادي والإداري الذي بدأه سلفه، مع الحفاظ على توازن بين قدسية المنصب ومتطلبات إدارة دولة صغيرة بحجم الفاتيكان في عالم يتغير بسرعة.