نيروز الإخبارية : للمرة الثالثة على التوالي، تقتنص المصرية نوران جوهر، لقب بطولة أميركا المفتوحة للاسكواش، لتبقى في قمة صدارة التصنيف العالمي للاعبات الاسكواش، في إنجاز دفع مجلة فوربس لاختيارها ضمن قائمة 30 شخصية مؤثرة، دون الثلاثين عاماً.
موقع "سكاي نيوز عربية" تواصل مع البطلة المصرية، والتي كشفت عن كواليس البطولات التي خاضتها على مدار موسم شاق، فازت فيه بـ 8 ألقاب من بين 12 لقب خاضت نهائياتهم.
وتكمن أهميّة بطولة أميركا المفتوحة للإسكواش في:
قيمة جوائزها المادية التي تُقدر بـ181 ألف دولار للرجال والسيدات.
البطولة ضمن فئة بطولات البلاتينيوم، وهي أعلى فئة في بطولات الإسكواش.
تعتبر بطولة أميركا المفتوحة للإسكواش من أكبر بطولات اللعبة على مستوى العالم، لكن مع وجود شهرين فقط للراحة الخاصّة باللاعبين واللاعبات، فإنّ "جوهر" لم تكنّ تستعد بصفّة خاصّة لهذه البطولة.
تشير اللاعبة المصرية إلى أنّها "على مدار العام تلعب في بطولات عديدة، لذلك فهي بكامل لياقتها البدنية طوال العام، ولا تحتاج إلى استعدادٍ خاص لبطولة أمريكا المفتوحة".
وعن أوقات الراحة، تقول إنّ لاعبي ولاعبات الإسكواش لديهم شهرين فقط للراحة من البطولات، ولكن ليس ضمن التدريبات، وهما شهري: يوليو وأغسطس.
التوتر والخوف
جوهر تقول إنَّ التدريبات لكل بطولة على حدة، الأمر الوحيد الذي يختلف هو التدريبات أثناء البطولات وفي أوقات الراحة: "يختلف الأمر فقط في زيادة الأحمال وتقليلها".
لكن البطلة المصرية "ليست شخص متوتر على الإطلاق"، فهي تعرف أنّ زيادة مستوى الخوف قد يُفقدها التركيز، وأنّ الخوف الطبيعي هو ما يساعدها في التفوق على نفسها قائلة: "أتمالك أعصابي وأحاول ألّا أجعل الخوف يتغلّب عليّ فيتحول إلى ضغط" واصفة الخوف بـ"الأمر الصحّي".
وبوصفها المُصنّف الأول على العالم للسيدات فإنّ جميع منافسيها يرغبون في التفوّق عليها، لذلك "تساعدني البطولات على التأكّد من مستوايّ دائماً".
أنا ونور
تحاول جوهر دائماً إثبات اجتهادها ومثابرتها وقدراتها خلال البطولات الكبيرة، مدفوعة بالجمهور الذي يدّعمها، موضّحة أنّها "تحبّ اللعب دائماً في مصر أمام جمهور كبير".
ترى جوهر أنَّ التفوق المصري في لعبة الاسكواش لا يمنحها إحساساً بسهولة المواجهة، ومع وجود بلاد أخرى بدأت التفوق في اللعبة، فإنّ ذلك يمثّل عبء على اللاعبين المصريين للنجاح في البطولات وبسط سيطرتهم.
وعن مواجهتها مع نور الشربيني قالت إنّهما لعبا معاً نحو 11 نهائي آخر عامين، "المواجهة بيننا شرسة" وفق تعبيرها، موضّحة أنّ "المنافس القوي يجعلك تُحسّن من أداءك".
بين نوران ونور الشربيني احترام متبادل، فخسارة أيا منهما لا تعني نهاية العالم، سيشعر الخاسر منهما بالحزن قطعاً، لكنّها بعد ذلك تتحوّل إلى أحد جمهورها وتدّعمها.
نوران تعتبر أنّ معرفة لعب نور، والعكس صحيح، يجعل المباراة بينهما "شرسة"، لذلك فالمباراة تعتمد على يقظة العقل أكثر.
لحظات اليأس والإحباط
في النهاية يرى جمهور لعبة الاسكواش البطلة وهي ترفع الكأس، لكن خلف هذا المشهد تقبع كواليس كثيرة تتباين اليأس والإحباط، والرجاء والأمل، لكن –وفقًا لنوران –فإنَّ دعم الأهل والأصدقاء هو ما يجعلها تتخطى هذه الأوقات الصعبة.
"لستُ جيّدة بما يكفي" هكذا تُحدِّث البطلة المصرية نفسها في لحظات اليأس والإحباط، حتى وإنْ كانت أفضل لاعبات العالم في الاسكواش، وفق تعبيرها.
"في الثامنة عشر من عمري وصلتُ إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي عام 2017، وبعدها تعرّضتُ لإصاباتٍ عديدة وهو ما أرجعني في التصنيف إلى المركز الثامن، كانت تلك اللحظات أصعب اللحظات التي مرّت عليّْ ولكن حين أتذكّرها الآن أشعر بالفخر لتجاوزي تلك المحنة"، تستطرد نوران خلال حديثها لموقع سكاي نيوز عربية.
"البدايات دائماً مؤلمة"، تشرح البطلة المصرية الفرق بين بداية البطولة ونهايتها فتشير إلى أنّ "اللاعب المنافس يكون بكامل لياقته البدنية ويحاول إقصاءك من المواجهة مبكّراً بوصفك المصنّف الأول على العالم"، لكن مع اقتراب النهائيات يصبح الأمر أكثر "شراسة"، وفق تعبيرها.
تصحيح معلومة
خلال البحث في السيرة الذاتية لنوران، وجدنا معلومة تفيد بانتقالها من سلاح السيف في بداياتها إلى لعبة الاسكواش، لكن البطلة المصرية نفت تلك المعلومة تماماً، وأوضحت أنّها خاطئة.
وفسّرت من أين جاء الربط بينها وبين سلاح السيف، "ربما يكون انتشرت تلك المعلومة لزواجي من زياد السيسي لاعب سلاح السيف".
وتستطرد قائلة: "مدرّب اللياقة البدنية الخاص بي كان مدرباً لسلاح الشيش، وحاول إقناعي باللعب في هذه اللعبة، إلا أنّي اتجهّتُ في النهاية للاسكواش".
كلمة السر
زياد السيسي، لاعب سلاح السيف، وزوج البطلة المصرية، هو كلمة السر في دعمه لنوران لإرسال أوراقها لمجلة فوربس لاعتمادها كواحدة من أفضل 30 شخصية مؤثرة تحت 30 عاماً بالشرق الأوسط.
"لم أكن أتوقّع على الإطلاق، وتفاجأت باختياري" هكذا عبّرت المصنفة الأولى عالميّاً في الاسكواش عن الاختيار، تختم: "أشعر بالفخر لأنني لم أتخطى الخامسة والعشرين عاماً بعد وحققت كل تلك الإنجازات".