السواد الأعظم من الناس يجزع ولا يرغب في سماع ذكر الموت ، لأنهم لا يعلمون ( أن الموت حق )
فالله عز وجل لم يجعل الخلد لأحد لا لأنبياء ولا لصالحين ولا لطالحين ، فكلما طلعت شمس يوم هنالك العديد من حالات الوفاه وهنالك العديد من حالات الولاده ، إنها سنة الحياة التي يفر منها او يحاول الكثيرون تجنبها أو على الأقل تجنب ذكرها .
ونسمع كل يوم قول الناس عند وفاة أحدهم ( انا لله وانا اليه راجعون ) يقولونه قولا دون اخذ العبره من القول او الاتعاظ منه ، وكانهم لايعلمون ان كل نفس ذائقة الموت .
فعندما يسمع احدهم سيرة الموت يقول ( يكفينا شره ) وهذا بحد ذاته نوع من انواع الشرك الأصغر اذ ان الموت حق وليس شر .
وتختلف نظرة الناس للموت كل حسب معتقداته وعاداته المتوارثه ، ففي بعض المعتقدات ان روح الميت تنتقل الى مولود جدبد او ما يسمى ( تناسخ الارواح )
وفي بعض المعتقدات فانهم يقدمون لحم المتوفي الى الطيور الجارحه لكي تبقى روحه معلقه في السماء ومنهم من يحرق الميت ومنهم من يدفنه .
الا ان الذي لاغبار عليه في السواد الاعظم من البشر ان المتوفي يدفن وان روحه تعود اليه وانه سوف يحاسب على اعماله في الدنيا .
فبمجرد موت الانسان فانه يفقد كل ما اكتسبه في الدنيا من ميزات واموال وممتلكات ، فيعود الى باطن الارض الذي انشئ منها بخفي حنين مالم يكن قد عمل صالحا في دنياه .
والموت ليس له وقت معلوم من قبل البشر اذا اختص الله عز وجل به علم الغيب .
ويقول الله عز وجل في محكم كتابه ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)، اي ان حدوث الموت هو مفاجئ ويحدث بسبب او بدون بسبب دون علم الانسان عن موعد حدوثه .
والاغرب في ذلك هو نسيان الاحياء للمتوفي مع مرور الزمن ، فياتي وقت لا يذكره احد ولا يتذكره احد .
فاعملوا ايها الناس لذلك اليوم الذي لاينفع فيه مال ولا بنون ، يوم تقشعر له الابدان واتقوا الله الذي اليه ترجعون .