اجمع المثقفون والادباء في العالم على ان التكريم هو نوع من الدعم المعنوي بهدف التشجيع والتحفيز لزيادة العطاء والانتاج , وكذلك من باب رد الجميل والاعتراف بالجهد المتميز الذي قدمه الشخص في مجال عمله او علمه ، ولكن المهم في الموضوع ان تكون الاعمال او الانجازات لها اثر ايجابي وكبير على الفرد والمؤسسات وتعود بالنفع على الوطن والمواطن .
التكريم العشوائي غير المبني على اسس او معايير محددة , ظاهرة سلبية تشهدها الساحة الاردنية وتبرزها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في ظل انتشار عدد كبير من الجهات المانحة من مؤسسات وهمية من خارج الاردن , لا تحترم عقول وثقافة المواطن الاردني الذي يدرك جيدا ان هذا التكريم هو عبارة عن امتداد للعلاقات العامة والمنفعة المتبادلة .
مؤخرا قامت جهة اعلامية او ثقافية بتكريم عدد من الادارات التربوية وتحت عنوان التميز والابداع الوظيفي بدون اي معايير او شروط تذكر , وجاء التكريم من باب الاختيار العشوائي المبني على المعرفة المسبقة والواسطة والمحسوبية بهدف الشهرة او قد تكون المنفعة المتبادلة , حيث تم نشر اسماء وصور المكرمين على مواقع التواصل الاجتماعي وبرعاية رسمية , مما اثر سلبا على الصورة النمطية الدارجة في مجتمعاتنا والقطاع التربوي بان التميز والابداع التربوي هو حصيلة سنوات من الانجاز المؤسسي والفردي الخاضع للتقييم من جهات رسمية متخصصة بالقطاع التربوي للحصول على هذه الالقاب وبطريقة رسمية .
بعض التربويين رفضوا التكريم من اساسه من باب حقوق الاخرين ولمعرفتهم الاكيدة ان هذه الجهات ليست صاحبة اختصاص وليست لديها الحق والمقدرة على تقييم اداء العاملين في القطاع التربوي وتحت اي مسمى يذكر ويعمم , ولا باي حال من الاحول لكونها ليست صاحبة الاختصاص , وبالتالي سيتسبب هذه التكريم العشوائي بجعل المكرم التربوي محط نقد لاذع واستهزاء من زملائه والمجتمع على العموم .
والجدير بالذكر انه كيف لتربويين اصحاب علم وفكر ومعرفة ان ينقادوا وراء هذه المسميات الوهمية المرفوضة من المجتمع قلبا وقالبا , ويتفاخرون بها على مواقع التواصل الاجتماعي , وهم يدركون جيدا ان مثل هذه الامور تعتبر نوع من التظليل الحقيقي لجهود المتميزين ويؤثر سلبا على القطاع التربوي برمته .