لماذا منطقة الشرق الأوسط تتأرجح بين مصالح الكبار الدوليين (امريكا ، الصين ، روسيا )....؟. واهتمام الكبار الإقليميون( تركيا وإيران).... ؟.
التحليل والإجابة....
* الولايات المتحدة على الرغم من زيادة وارداتها من النفط وزيادة إنتاجها من النفط والغاز إلا أن منطقة الشرق الأوسط لازالت مهمة جدا للمصالح الأمريكية( استراتيجيا وجيوسياسيا) ، حيث تستهلك الولايات أكثر من 20 مليون برميل نفط يوميا...مقابل انها تنتج بحدود 10 مليون برميل نفط يوميا ....
* والأهم من ذلك هو أن منطقة الشرق الأوسط تحتوي على أكثر من 50% من احتياطات النفط الغاز العالمية ، وهذا مهم جدا لحلفاء امريكا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فاليابان لوحدها تستورد 79% من وارداتها النفطية من الشرق الأوسط.
* أما الصين فلا تختلف نظرتها كثيرا للشرق الأوسط عن الولايات المتحدة، وتحاول الصين الابتعاد عن الاحتكاك العسكري في المنطقة، لكنها تركز على بناء التحالفات الاقتصادية من خلال مبادرة ( الحزام والطريق) ، كما تعمل الصين على تعديل دستورها من أجل تعديل استراتيجية استخدام قواتها المسلحة خارج حدودها... !!.
* أما روسيا فتحاول بناء تحالفات لمنع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من اتصال أوروبا بأنابيب النفط والغاز في الشرق الأوسط ، لأن هذا سيخلق تنافسا في أسواق الطاقة الأوروبية، وبالتالي فإن أهداف روسيا في الشرق الأوسط ترتبط فقط بضمان عدم العبث بمبيعاتها من النفط والغاز في أوروبا.
* أعتقد أن الأولويات الروسية في الشرق الأوسط تغيرت اليوم بعد تواجدها العسكري والسياسي في سوريا وليبيا وبعض دول أفريقيا المشاطئة للبحر الأحمر ، وتقاربها الاستراتيحي مع إيران وتركيا في الملف السوري.... علما ان روسيا تحلم للوصول إلى المياه الدافئة في الخليج العربي....
* أما اهتمام الكبار الإقليميون في الشرق الأوسط ( تركيا وإيران) ، فيمكننا قراءة وتحليل التعاون التركي - الإيراني الذي وصل إلى حد التحالف في بعض المحطات وخصوصا خلال الأزمة السورية، فإيران تركز على المقاربة الايدولوجية / المذهبية مع بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعكس تركيا التي تركز على المقاربات العسكرية والاقتصادية ، وهذا ما نشاهده في التواجد التركي في ليبيا وقطر وسوريا....
* واخيرا اقول ان منظومة دول مجلس التعاون الخليجي العربية هي الأكثر تأثرا واهتماما بهذه التحولات الاستراتيجية لأن دول الخليج العربية تمتاز بموقع جيوسياسيي وتمتلك ثروات طبيعية ضخمة ومسارح عمليات بحرية وبرية مؤثرة ، ونمو اقتصادي واستقرار سياسي واجتماعي وحاكمية رشيدة مميزة ...وهذه يتطلب من مراكز دعم القرار ومراكز الدراسات والأبحاث والنخب الدفاعية والأمنية التي تتابع كل هذه التحولات المتسارعة .....