في خضم التحديات المتسارعة التي تواجه الأجيال الشابة، يبرز الدور المحوري لوزارة الشباب كأحد أهم المؤسسات الوطنية المعنية ببناء المستقبل. وفي هذا الإطار، يقود معالي الدكتور رائد العدوان، عملية مراجعة عميقة وهادئة لسياسات الوزارة، بما يعكس إدراكًا واعيًا لضرورة الانتقال من العمل التقليدي إلى التخطيط الاستراتيجي القائم على المشاركة والابتكار.
ما يميز هذه المرحلة هو أن الوزير لا ينطلق من فرضيات مسبقة، بل من قراءة دقيقة لواقع الشباب الأردني وتطلعاته، وهو ما ينسجم مع الرؤية الملكية السامية التي أكدها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ومع الجهد الدؤوب الذي يبذله سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد المعظمين حفظهم الله ورعاهم، في جعل الشباب شريكًا رئيسيًا في عملية البناء الوطني.
السياسات الجديدة التي يجري العمل على بلورتها لا تقتصر على البرامج والأنشطة، بل تمتد إلى إعادة تعريف دور الوزارة كحاضنة للطاقات الشابة، وكمساحة مفتوحة للتفكير النقدي والإبداعي، حيث يصبح الشباب عنصرًا فاعلًا لا متلقيًا للقرارات. هذه المقاربة تضع الوزارة أمام مهمة مزدوجة، تمكين الشباب اقتصاديًا واجتماعيًا من جهة، وإشراكهم في صياغة السياسات العامة من جهة أخرى.
الهدوء الذي يتبناه الدكتور العدوان في إدارة الملفات لا يعني البطء، بل يعكس نهجًا يعتمد التدرج المدروس وتوسيع دائرة الحوار، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي أو القرارات المتسرعة. وهو ما يمنح التجربة صدقية أكبر ويعزز ثقة الشباب بأن صوتهم جزء من صناعة القرار.
إن ما تقوم به وزارة الشباب اليوم يعيد صياغة العلاقة بينها وبين شبابها، من خلال الانتقال إلى سياسات مرنة تواكب تغيرات العصر، وتفتح المجال أمام الإبداع والريادة، في انسجام مع طموحات القيادة الهاشمية التي ترى في الشباب الركيزة الأولى لمستقبل الأردن.