إربد تستذكر مسيرة العطاء… إيمان بني هاني
حاضرة في القلوب رغم الرحيل
نيروز – محمد محسن عبيدات
برعاية النائب طارق بني هاني، أقامت جمعية
بيت الحكمة لدعم الأطفال المرضى بالسرطان بالتعاون مع جمعية التطوع المدني الثقافية،
حفلاً استذكارياً للمرحومة إيمان بني هاني رئيسة جمعية أمل الغد الخيرية، وذلك في مقر
جمعية بيت الحكمة بمدينة إربد.
شهد الحفل حضور مدير تنمية إربد السيد أبو
طربوش، ورائدة العمل التطوعي في المحافظة السيدة فايزة الزعبي، وعضو اتحاد الجمعيات
الخيرية تمام الروسان، ورئيس جمعية بيت الحكمة خلدون العزام، وعدد كبير من رؤساء الجمعيات
الخيرية والمجتمعية ووجهاء المدينة، وأدار اللقاء الإعلامي إسماعيل الحوري.
بدأت الفعالية بتلاوة الفاتحة على روح الفقيدة،
في لحظة امتزج فيها الصمت بالدعاء، لتغدو مناسبة تحمل عبق الوفاء والاعتراف بجميل ما
قدمته.
خلدون العزام: "كانت ابنة للجميع"
رئيس جمعية بيت الحكمة، خلدون العزام، رحّب
بالحضور، مؤكداً أن إيمان بني هاني ستبقى رمزاً نسائياً ملهماً في مسيرة الخير. وقال:
"إيمان لم تكن مجرد رئيسة لجمعية خيرية، بل كانت ابنة للجميع وأماً روحية للكثيرين.
دعمت الأيتام، وساعدت الفقراء، ووقفت إلى جانب الطلبة المتعثرين. كانت تعتبر أن الدعاء
الصادق هو أعظم ما تقدمه، وقد تركت بصمات لا تُنسى في قلوب الناس."
النائب طارق بني هاني: "كانت صوت الفقراء
بلا ضجيج"
بدوره، عبّر النائب طارق بني هاني عن تقديره
لمسيرة الراحلة، لكنه وجّه عتاباً لاتحاد الجمعيات الخيرية لغيابهم عن تنظيم مثل هذا
التكريم. وقال: "المرحومة كانت إحدى القامات الإنسانية التي قدّمت العمل الخيري
بصمت وبدون بهرجة. آثرت الفقراء على بيتها وأهلها، وساهمت في دفع نفقات طلاب علم، وساعدت
عائلات مستورة في السر بعيداً عن الأضواء. أتمنى من كل المؤسسات الخيرية أن تواصل ما
بدأته، لأن مسيرتها لا يجب أن تتوقف."
أبو طربوش: "أمل الغد… اسم ارتبط بالخير"
مدير تنمية إربد، السيد أبو طربوش، أكد أن
الفقيدة تركت أثراً خالداً في مسيرة العمل التطوعي، قائلاً: "عرفناها عن قرب،
كانت حاضرة معنا في كل مبادرة خيرية، ولم تتردد في طرق الأبواب نيابة عن المحتاجين.
حتى في مواقع التواصل الاجتماعي أطلقت على نفسها اسم (أمل الغد بني هاني)، وكان الاسم
يعكس رسالتها بأن الخير هو أمل المستقبل."
فايزة الزعبي: "وسام الملك لا يفيها حقها"
من جانبها، تحدثت السيدة فايزة الزعبي، صاحبة
الوسام الملكي ورائدة العمل التطوعي في إربد، مؤكدة أن إيمان بني هاني تستحق أعلى أوسمة
التكريم، وأضافت: "إيمان كانت نموذجاً يحتذى في الإيثار. كل بيت فقير عرفها، وكل
مريض شعر بيدها الحنونة، وكل يتيم وجد فيها أماً حانية. تركت إرثاً سيبقى يتردد في
وجداننا جميعاً."
تمام الروسان: "إيمان كانت حياة تمشي على الأرض"
أما السيدة تمام الروسان، عضو اتحاد الجمعيات
الخيرية، فقد عبّرت بكلمات مؤثرة عن صداقتها الطويلة مع الفقيدة: "عشت معها لحظات
كثيرة من العطاء، ورأيت كيف كانت تضع الآخرين قبل نفسها. كانت تُدخل السرور إلى القلوب
بابتسامة صافية، وتحرص على أن تصل مساعداتها لمن يستحقها بسرية وكرامة. إيمان لم تكن
جمعية فقط، بل كانت حياة تمشي على الأرض."
الحفل الذي أدار فقراته الإعلامي إسماعيل
الحوري لم يكن مجرد وقفة عابرة، بل كان إعلانا صريحا أن العمل الخيري لا يرحل برحيل
أصحابه، بل يمتد في الناس الذين يحملون الراية. لقد غابت إيمان بني هاني جسداً، لكنها
بقيت رمزا مضيئاً للعطاء في ذاكرة مدينة إربد، شاهدة على أن الخير هو اللغة الوحيدة
التي لا تفنى.