شهدت محافظة مادبا خلال الشهر الماضي سلسلة من مناسبات الزواج التي كانت بحق مفخرة لكل أبناء المحافظة، إذ جسّدت المعنى الحقيقي للكرم الأردني الأصيل والتقدير الواجب للرجال وأصحاب المكانة. كانت تلك المناسبات حديث الساعة على مستوى الأردن كله، من حيث عدد الحضور، وحسن التنظيم، وروعة الترتيب، لتؤكد أن مادبا كانت وما زالت عنوانًا للضيافة وموطنًا للشهامة.
لكن للأسف، لم يرق ذلك المشهد المشرف لبعض أشباه الرجال الذين اعتادوا أن يتحدثوا من خلف جدران مغلقة، بعيدًا عن ميدان الفعل والمواجهة. هؤلاء لا يعرفون قيمة السهر والتعب والعمل المتواصل الذي يقدمه أهل الوفاء ليكون التكريم على قدر الأسماء الكبيرة التي تحضر وتشرف.
إن من لا يعرف معنى التوجب والتقدير، ومن لا يقدّر قيمة الوقوف مع الرجال في المواقف، يبقى بعيدًا عن الفهم الحقيقي للأصالة. مادبا ورجالاتها أكبر من كل تعليق عابر، وأسمى من كل محاولة للتقليل من شأن إنجاز أو مناسبة.
لقد أثبتت تلك الليالي أن العشائر الأردنية عامةً، وأبناء مادبا خاصةً، حين يعقدون العزم على إقامة مناسبة، فإنهم يقدمون صورة مشرقة للعالم عن وحدة الصف وكرم الضيافة، لتبقى هذه المناسبات نموذجًا يُحتذى به في الوفاء للأهل، والتقدير للضيوف، وحفظ المقام للرجال.
ختامًا… ستبقى مادبا رمز الكرم الأردني، وقلعةً للشهامة التي لا تهزّها كلمات باهتة ولا تعليقات صادرة عن قلوبٍ ضيقة، فالرجال يُعرفون بمواقفهم، لا بما يكتبونه من خلف الشاشات