يواصل الأردن اتباع نهج واقعي ومتوازن في تعامله مع تطورات المشهد الإقليمي، واضعا نصب عينيه ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ووقف ما يتعرض له أبناء قطاع غزة من إبادة وتجويع وتهجير، وأن تحقيق هذه الأهداف الإنسانية يتطلب الحفاظ على استمرارية حماية المصالح الوطنية، لضمان القدرة على مواصلة دعم الأشقاء الفلسطينيين.
وأكد خبراء سياسيون، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يلتزم بمسار راسخ يجمع بين حماية مصالحه الوطنية والوقوف إلى جانب مختلف القضايا الإقليمية والإنسانية، في إطار من الحكمة والثبات.
وقال رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان، العين محمد داودية، إن الأردنيين يتوحدون على هدف استراتيجي مركزي واضح، يتمثل في الحفاظ على الاستقرار والأمن، وصون الهوية الوطنية التي تجمع بين الانتماء القومي ومواجهة الخطر الإسرائيلي، إلى جانب الوقوف مع القضية الفلسطينية ودعم أهلنا في غزة.
وأشار إلى أن هذه الوحدة الوطنية مكنت الأردن من تجاوز العديد من التحديات بفضل الخبرات المتراكمة، مؤكدا أن الأردن يتمتع بقدرات عالية في مواجهة التحديات، مستندا إلى مؤسسات وطنية رائدة.
وأشار إلى دور القيادة الهاشمية في تعزيز ما تقدمه المملكة من دعم للاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية، ورفض الاحتلال الإسرائيلي وعزله، وإدانة جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها، إلى جانب الضغط المستمر على الاحتلال لتمرير المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في القطاع المنكوب.
من جهته، قال النائب الأسبق الدكتور هايل الدعجة، إن الأردن يتعامل بواقعية مع الأحداث الإقليمية، بما ينسجم مع الثوابت الوطنية التي تجعله يسير وفق رؤية واضحة انعكست على مواقفه وسياساته، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان على غزة.
وأضاف أن الأردن بات عنوانا عالميا معتمدا في العمل الإنساني، ومحركا للضمير العالمي، عندما لفت جلالة الملك، في أكثر من مناسبة، النظر إلى أن المجتمع الدولي يواجه تحديا حقيقيا في استعادة الثقة بالعدالة الدولية، بعد أن فقد العالم بوصلته الأخلاقية، وتراجعت فيه القيم. واصفا ما يحدث في غزة بالكارثة الإنسانية، ووصمة عار على جبين الإنسانية.
وأوضح أن الدعم الأردني، بمختلف أشكاله الإغاثية، يتواصل لقطاع غزة رغم كل التحديات، ضمن جهود حثيثة يقودها جلالة الملك للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية والاقتصادية الكارثية التي يواجهها أهالي القطاع، حيث يجسد هذا الدعم مواقف الأردن الراسخة، الأخوية والعروبية والإنسانية، وباتت المملكة أشبه بمنارة للعمل الإنساني في المنطقة.
بدوره، قال الكاتب الدكتور عبد الحكيم القرالة، إن الأردن يضطلع بدوره ومسؤولياته في التعامل مع الملفات الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالقضايا القومية والعربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأضاف أن المواقف الأردنية تجسد ثوابت السياسة الخارجية للمملكة، من خلال دعم القضية الفلسطينية على المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية، إلى جانب الدعم الإنساني الموجه لمساندة الأشقاء في قطاع غزة والتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي يعانونها.
وأشار إلى أنه، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، يواصل الأردن صموده وثباته، محافظا على مسار الإصلاح والتحديث، وضمان استمرارية الحياة العامة، حيث لم تتوقف المملكة عن السعي لأن تكون نموذجا يحتذى به إقليميا ودوليا، بفضل سياساتها الحكيمة وقراراتها المدروسة، التي مكنتها من تجاوز المحن بكفاءة واقتدار.
وعلى صعيد متصل، أكدت الباحثة والكاتبة السياسية، الدكتورة هديل القدسي، أن الأردن يواصل، رغم الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة، نهجه الواقعي والمتوازن في التعامل مع القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وأزمة غزة.
وأشارت إلى أن الأردن، ورغم ما يواجهه من تحديات اقتصادية وسياسية، لم يتراجع عن أداء دوره القومي والإنساني، بل كان من بين القلائل التي وضعت القضية الفلسطينية بشكل عام، وأزمة غزة بشكل خاص، في صلب أولويات سياساته.
وأضافت أن هذا الموقف الثابت لا ينفصل عن الواقع الداخلي للمملكة، حيث تعمل الدولة على الحفاظ على استمرارية الحياة العامة واستقرار مؤسساتها، بالتوازي مع انخراطها الإيجابي والفاعل في القضايا الإقليمية، فالأردن يدرك تماما أن الاستقرار الداخلي يشكل الأساس الذي يمكنه من مواصلة دوره الحيوي في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وشددت القدسي على أن الأردن القوي والمستقر هو خير مدافع عن أشقائه، وأن الشعب الأردني لم يتخل يوما عن واجبه القومي والإنساني تجاه أمته