في خطوة لافتة تعكس توجهًا جديدًا في الإدارة المحلية يقوم على الانفتاح والتفاعل مع احتياجات المجتمع، أعلن محافظ جرش الدكتور مالك خريسات عن إطلاق شعار ومبادرة شاملة تحت عنوان "جرش غير بهمة أهلها"، أكد فيها أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولًا نوعيًا في مستوى الخدمات العامة وأسلوب العمل داخل المحافظة.
وأوضح خريسات أن الشعار الجديد لا يقتصر على كونه عبارة إعلامية، بل يمثل نهجًا متكاملاً للعمل يقوم على عدة مرتكزات، أبرزها: تعزيز المسؤولية المشتركة، وتكريس ثقافة العمل الجماعي، والتشبيك بين القطاع الرسمي والمجتمع المحلي، بما يضمن الاستجابة الفاعلة لمتطلبات المواطنين، والارتقاء بواقع محافظة جرش تاريخيًا، وسياحيًا، وتنمويًا.
ثلاث فرق عمل ميدانية لمعالجة الملاحظات وتنفيذ المتابعة
وفي إطار هذه الرؤية، كشف محافظ جرش عن تشكيل ثلاث فرق عمل برئاسة مساعديه وعددًا من مديري الدوائر الرسمية، كلٌّ حسب اختصاصه، حيث باشرت أعمالها ميدانيًا وفق خطة تنفيذية محددة، تشمل:
•فريق الرصد والمتابعة: مهمته رصد جميع الملاحظات السلبية في مختلف مناطق المحافظة، وتحديد مواطن الخلل والتحديات اليومية التي تواجه المواطنين، على أن يتم العمل على معالجتها بشكل فوري.
•فريق الخدمات: يختص بمتابعة واقع الخدمات الأساسية التي تقدمها المؤسسات الحكومية، وضمان تحسين كفاءتها وجودتها بما يواكب احتياجات المواطنين على أرض الواقع.
•فريق بناء القدرات: يعمل على تطوير قدرات الموظفين والمؤسسات، وتمكين الكوادر الحكومية من تبني أدوات الإدارة الحديثة وتقديم الخدمة بطريقة أكثر كفاءة وفاعلية.
وأشار الدكتور خريسات إلى أنه تم تحديد فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا كحد أقصى لمعالجة أية ملاحظة ترد إلى الفرق الميدانية، وذلك لضمان تسريع وتيرة الإنجاز ورفع مستوى الاستجابة للواقع اليومي للمواطنين.
تفعيل المتسوق الخفي لقياس جودة الأداء الحكومي
وفي خطوة رقابية نوعية، أعلن محافظ جرش عن تفعيل آلية "المتسوق الخفي" داخل كافة مديريات ومؤسسات الدولة العاملة في المحافظة، وهي تجربة تهدف إلى تقييم مدى جودة الخدمات الحكومية المقدمة، والتحقق من سهولة وصول المواطنين إليها، وضمان التعامل معهم بعدالة واحترام.
وأوضح أن هذا الإجراء يأتي في سياق تعزيز ثقافة الرقابة والمتابعة، وتحفيز العاملين في القطاع العام على تقديم أفضل ما لديهم من أداء وخدمة، مؤكدًا أن التقييم سيكون مستمرًا وسيُبنى عليه قرارات تطويرية مستقبلية.
حل جذري لمشكلة المياه: تقليص الدور إلى 14 يومًا
وتطرق محافظ جرش الدكتور مالك خريسات إلى تصريح دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان خلال جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في محافظة جرش يوم الثلاثاء 22 تموز 2025، والذي أكد فيه التزام الحكومة بتحسين واقع الخدمات الأساسية في المحافظة، وعلى رأسها أزمة مياه الشرب.
وأوضح خريسات أن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان أوعز لوزير المياه والري زيادة حصة محافظة جرش من المياه إلى 550 مترًا مكعبًا يوميًا، الأمر الذي سيساهم في تقليص دور توزيع المياه من 24 يومًا إلى 14 يومًا فقط، اعتبارًا من الأول من آب 2025، ما سيؤدي إلى تخفيف الضغط على المناطق المتأثرة وتحسين التزود المنتظم بالمياه.
وأشار المحافظ إلى أن المتابعة جارية مع وزارة المياه والري وسلطة المياه لتطبيق هذا التوجه ميدانيًا، مؤكدًا أن هذا الإجراء يأتي ضمن إطار توجه حكومي جاد لمعالجة أبرز التحديات الخدمية التي تواجه المواطنين في جرش.
خريسات: مستمرون بالعمل.. و"جرش تستحق الأفضل"
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور مالك خريسات أن هذه المبادرة ليست حدثًا عابرًا، بل تمثل بداية لمرحلة جديدة من العمل الإداري الميداني القائم على الفعل لا القول، مضيفًا: "لن نتوقف عند حدود إطلاق الشعارات، بل سنواصل العمل مع كل الجهات المعنية لنرتقي بخدماتنا، ونُعيد لجرش مكانتها التي تستحقها، فهذه المدينة بتاريخها وأهلها وعراقتها قادرة على أن تكون أنموذجًا في الإدارة والتنمية."
ودعا أبناء محافظة جرش إلى التفاعل الإيجابي مع فرق العمل، وتقديم الملاحظات والمقترحات، مؤكدًا أن الأبواب مفتوحة، والهدف واحد: جرش أفضل، بهِمّة أهلها.