في مشهد سياسي مهم، جرى استبعاد بعض المرشحين من السباق الانتخابي بسبب عدم تأدية الخدمة العسكرية أو عدم تقديم ما يفيد بالإعفاء منها، قد يبدو ذلك تفصيلًا إداريًا للبعض، لكنه في الحقيقة أصل من أصول الوطنية، وجوهر من جوهر الانتماء الحقيقي للدولة.
إن الخدمة العسكرية ليست ورقة تُرفق بالملف، بل مبدأ يتجذر في الوجدان، وشرف لا يناله إلا من لبّى نداء الوطن ووقف تحت رايته في لحظة نداء.
فلا يستوي — لا منطقًا ولا وجدانًا — من حرس الوطن ساعة، ومن غاب عن المشهد حين احتاجه الوطن، لا يستوي من حمل السلاح دفاعًا عن تراب مصر، مع من تهرب أو تخلّف أو تحايل على أداء الواجب. في النهاية، الوطنية ليست خطابًا يُقال في الحملات، بل موقفًا يُثبت في الميدان.
الخدمة العسكرية: فريضة وطنية لا تسقط بالتقادم
فرضها الدستور، وكرّستها تقاليد المجتمع، واعتبرها التاريخ وسامًا يُعلّق على صدور الرجال. هي مصنع للرجولة، وساحة لاختبار الصدق والانتماء والانضباط. من يؤديها لا يخرج كما دخل، بل يخرج وقد صُقلت فيه معاني الشرف والكرامة والالتزام.
في صفوف القوات المسلحة، يتعلم الشاب أن قيمة الوطن لا تُقدّر بثمن، وأن الدفاع عنه ليس خيارًا، بل قدر وشرف لا يُضاهى.
الوطن لا ينسى أبناءه الأوفياء
هؤلاء الذين أدوا الخدمة، ووقفوا في مواقعهم يوم أن نادى الوطن، يستحقون التقدير لا التساوي مع من غاب أو استنكف، فالفرق واضح: من أثبت حبه لمصر بالفعل، لا بالشعارات.
الخدمة العسكرية ليست عقبة في طريق أحد، بل هي شهادة التزكية الكبرى لمن أراد أن يكون في موقع المسؤولية، خاصة إن كانت هذه المسؤولية هي تمثيل الشعب والدفاع عن مصالحه.