يواجه الشباب الأردني تحديات متعددة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العصر، بدءًا من الأوضاع الاقتصادية وضغوط الدراسة والعمل، وصولًا إلى قلة الفرص وزيادة معدلات البطالة، إلا أن طموحاتهم وأحلامهم لا تزال حاضرة، تشق طريقها رغم الصعوبات.
وتباينت آراء عدد من طلبة الجامعات الأردنية حول رؤيتهم للمستقبل، إلا أن القاسم المشترك بينهم تمثل في سعيهم لحياة أفضل، رغم إدراكهم لحجم التحديات.
وقالت ميس، وهي طالبة في كلية الإعلام، إنها تطمح لأن تصبح مذيعة مؤثرة، وتقدم برنامجًا شبابيًا يعالج قضايا مجتمعية واقعية، مشيرة إلى أن "الواقع لا يشبه دائمًا طموحاتنا، في ظل محدودية الفرص وصعوبة دخول سوق العمل الإعلامي".
من جهته، عبّر راشد، وهو طالب في كلية الهندسة، عن رأي مغاير، معتبرًا أن "الفرص موجودة، لكنها تحتاج إلى جهد ومثابرة"، مضيفًا أن "العديد من الشباب يعملون على تطوير مهاراتهم الذاتية، والدخول في مجالات العمل الحر، دون الاكتفاء بانتظار الفرصة الوظيفية التقليدية".
ووفقًا لتقرير صادر عن منصة الشباب الأردنية لعام 2024، بعنوان "الشباب الأردني بين تحديات الاقتصاد وفرص التكنولوجيا"، فإن أكثر من 60 بالمئة من الشباب يرون أن الوضع الاقتصادي والبطالة يمثلان أبرز العوائق أمام مستقبلهم، في حين اعتبر آخرون أن التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي شكلت نافذة لبناء مشاريعهم الخاصة واكتساب مهارات جديدة.
وفي السياق ذاته، أشارت الأخصائية النفسية، الدكتورة سوزان ديفيد، في أحد أبحاثها إلى أن "القدرة على تحويل مشاعر القلق المرتبطة بالمستقبل إلى دافع للنمو الشخصي تُعد مهارة أساسية تساعد الشباب على تجاوز التحديات، وتحقيق أهدافهم رغم الظروف الصعبة"، مؤكدة أن "الإرادة والمثابرة تمثلان أساس النجاح".
وبين الواقع والتحدي، يواصل الشباب الأردني رسم ملامح مستقبلهم، مستندين إلى الإصرار والعمل الجاد، وإيمانهم بأن التغيير يبدأ من الذات، وأن الطريق يصنعه السائرون بثبات.