في ظل الجدل الكبير الذي رافق امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، وتعدد شكاوى الطلبة من صعوبة الأسئلة وتشعب أنماطها، تبرز الحاجة الملحة اليوم إلى خطوة إصلاحية جوهرية من وزارة التربية والتعليم، تضع مصلحة الطالب في صميم العملية التعليمية، وتضمن له العدالة والوضوح في التقييم.
من هنا، نرفع اقتراحًا واضحًا ومهنيًا إلى معالي وزير التربية والتعليم، وإلى كافة القائمين على الوزارة: أطلقوا منصة إلكترونية تعليمية وطنية خاصة بطلبة التوجيهي، تكون بمثابة المرجع الرسمي للشرح والمراجعة والتدريب على نمط الامتحان الوزاري.
الطلبة اليوم يعانون من التشتت، إذ يتنقلون بين مئات المنصات والمراكز الخاصة، وكل جهة تعدهم بالعلامة الكاملة، بينما في قاعات الامتحان، يُفاجأ كثيرون بأن ما تلقوه لا ينسجم مع الواقع، ليشعروا بالخذلان والارتباك، ويخرجوا من الامتحان بإحباط عميق.
إن توفير منصة شاملة، بإشراف الوزارة، تضمن فيها شرحًا مكثفًا ومراجعات مركزة، وتدريبات على نمط الأسئلة الرسمي، سيمنح الطلبة أداة موثوقة، ويقلل الفجوة بين ما يُدرس وما يُمتحن. كما أنها ستكون أداة فعالة لتحقيق العدالة بين الطلبة من مختلف المحافظات، بغض النظر عن قدرتهم المادية على الوصول إلى خدمات التعليم الإضافي.
إن هذا الاقتراح لا يأتي بدافع الانتقاد، بل من حرص وطني على مستقبل أبنائنا وبناتنا، وعلى مصداقية امتحان التوجيهي كأداة قياس عادلة.
الكرة في ملعب الوزارة اليوم.. فهل نشهد قريبًا منصة وطنية تليق بطموح طلبتنا، وتعيد للتوجيهي هيبته وإنسانيته؟