في تاريخ الأردن العشائري والاجتماعي، برزت شخصيات كان لها أثر عميق في توطيد أواصر المحبة وتعزيز أركان السلم الأهلي، ومن أبرز هذه القامات المختار خالد البشر الجبور رحمه الله ، الذي عرفه الناس مختارًا للأردن ورمزًا من رموز العشيرة والوطن.
حياة حافلة بالعطاء
نشأ المختار خالد البشر الجبور في بيئة أردنية أصيلة، تربى على قيم الكرم والشجاعة والوفاء، وتعلم منذ نعومة أظفاره أن خدمة الناس ورفع رايات الحق مسؤولية لا يحملها إلا الرجال الكبار.
لم يكن مختارًا باللقب فقط، بل كان مختارًا بالفعل والموقف، رجلًا يهبّ لنجدة الملهوف، ويقف مع المظلوم، ويحتوي الخلاف قبل أن يستفحل.
مواقف عشائرية خالدة
عرف المختار خالد البشر الجبور في مختلف مناطق الأردن بمواقفه الثابتة والنبيلة، حيث كان حاضرًا في مجالس الصلح، جامعًا للكلمة، وراعيًا للمحبة، وناصرًا للحق. كان صوته مسموعًا بين الشيوخ والوجهاء، ورأيه مرجّحًا لما عرف عنه من حكمة وبعد نظر.
كم من خلاف طوي بفضل مساعيه، وكم من بيت دخلته الفرحة بعد أن أعاد الوئام بين أهله. فكان رمزًا حقيقيًا للصلح والإصلاح، وركنًا من أركان التماسك الاجتماعي في الأردن.
حضور وجداني
لم يكن المختار خالد البشر الجبور رجل مواقف رسمية فحسب، بل كان قريبًا من قلوب الناس. يشاركهم أفراحهم، ويقف معهم في أتراحهم، يحس بهم ويشعر بآلامهم، يمد يده بسخاء، ويمنح قلبه بمحبة صادقة لذا لم يكن غريبًا أن يلقب بـ"مختار الأردن"، إذ جمع بحكمته وطيبته قلوب أبناء العشائر كافة.
إرث خالد
بقي اسم المختار خالد البشر الجبور محفورًا في ذاكرة الناس، ومواقفه تروى في المجالس، وقيمه تظل نبراسًا للأجيال القادمة فهو لم يكن مجرد مختار، بل كان مدرسة في الوطنية والانتماء، ورمزًا للوفاء والإخلاص للوطن والقيادة الهاشمية الحكيمة.
رحم الله المختار خالد البشر الجبور، وأسكنه فسيح جناته، وجعل سيرته الطيبة منارة تهتدي بها الأجيال، وذكرى عطرة تبقى خالدة في قلوب الأردنيين.