رغم الشهرة الواسعة التي يحظى بها الحمص والفول في موائدنا العربية كأطباق شعبية غنية بالبروتين والألياف، إلا أن الإفراط في تناولهما أو تناولهما في ظروف صحية معينة قد يسبب أضرارًا صحية لا يُستهان بها، تستدعي الوعي والحذر.
مشاكل هضمية شائعة
يحتوي كل من الفول والحمص على مركبات تُعرف بـ"السكريات قليلة التخمير" (FODMAPs)، وهي مركبات قد يصعب على الجهاز الهضمي تكسيرها بشكل تام، مما يؤدي إلى انتفاخ البطن، والغازات، والشعور بالثقل خاصة عند تناولها بكميات كبيرة أو بدون نقع أو طهي جيد.
خطر على مرضى أنيميا الفول
الفول تحديدًا يُعد خطيرًا على مرضى "أنيميا الفول" أو ما يُعرف بـ(نقص إنزيم G6PD)، حيث يؤدي تناوله إلى تحلل خلايا الدم الحمراء بشكل مفاجئ، ما قد يسبب فقر دم حادًا، يرافقه إرهاق شديد واصفرار في البشرة والعينين، وقد يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
زيادة حمض اليوريك والنقرس
تُصنّف البقوليات ضمن الأطعمة الغنية بالبيورينات، وهي مركبات تُنتج حمض اليوريك عند تحللها. لذا، فإن الإفراط في تناول الفول والحمص قد يرفع مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنقرس، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو استعداد وراثي لهذا المرض.
تأثيرات على امتصاص الحديد
رغم أن الفول والحمص يحتويان على الحديد النباتي، إلا أنهما يحتويان أيضًا على مركبات تُعرف بـ"الفيتات"، وهي مواد قد تعيق امتصاص الحديد والكالسيوم في الجسم، ما قد يفاقم مشكلة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، خاصة لدى النساء والأطفال.
تحسس غذائي لدى البعض
في بعض الحالات، قد يُسبب الحمص أو الفول ردود فعل تحسسية لدى بعض الأفراد، تظهر على شكل حكة، تورم، أو حتى ضيق في التنفس. وهذه الحالة نادرة، لكنها تتطلب توقفًا فوريًا عن تناول البقوليات واستشارة طبية متخصصة.
الخلاصة
لا شك أن الحمص والفول من الأغذية المفيدة، لكن التوازن والاعتدال في تناولها، وطهيها بطريقة صحية، وتجنّبها من قبل من يعانون أمراضًا معينة، يمثل الخط الفاصل بين الفائدة والضرر. الصحة تبدأ من الوعي، فلنكن حذرين فيما نأكل، مهما بدا لنا بسيطًا أو مألوفًا.