في لحظة صمتٍ حلّقت فوق الغيوم، وعلى ارتفاع آلاف الأقدام، توقف قلب رجلٍ حمل سماء الوطن على أجنحة الواجب والمسؤولية.
الطيار السعودي محسن بن سعيد الزهراني، فارق الحياة في قمرة القيادة، خلال أداء واجبه على متن الرحلة رقم SV119 التابعة للخطوط الجوية السعودية، المتجهة من جدة إلى لندن، إثر أزمة صحية مفاجئة.
ورغم محاولات زملائه، وعدد من الركاب الذين يمتلكون خلفيات طبية، إلا أن القدر كان أسرع، ليُعلن عن وفاته قبل أن تُجبر الطائرة على الهبوط اضطراريًا في مطار القاهرة الدولي.
في بيان رسمي، نعت الخطوط الجوية السعودية الطيار الزهراني، مؤكدةً تعاونها الكامل مع سفارة المملكة في القاهرة لإنهاء الإجراءات ونقل الجثمان إلى ذويه، وسط حالة حزن عميقة خيمت على مجتمع الطيران في المملكة.
وفي الوقت الذي تكتب فيه السعودية فصلاً جديدًا في سجل الطيران عبر صفقة تاريخية مع شركة إيرباص لشراء 105 طائرات، كان الزهراني يُسطّر رحلته الأخيرة... لا على مدرج الهبوط، بل نحو السماء، حيث ترجل قائدها بصمتٍ يليق بالكبار.
لقد رحل الزهراني في المكان الذي أحبّه وأخلص له، وترك وراءه سيرة رجلٍ عاش على ارتفاع الواجب، وارتقى على أجنحة العطاء.