في مشهد مأساوي يعكس تصاعد العنف المجتمعي، فُجعت أسرة الشاب "عبادة عمر عرابي" (21 عامًا) بخبر لم يكن بالحسبان، بعد أن لقي مصرعه إثر تعرضه لخمس طعنات غادرة في منطقة القلب على يد شخص من أصحاب الأسبقيات، ليفارق الحياة على الفور وسط صدمة عارمة اجتاحت من عرفوه وأحبوه.
عبادة، الشاب الطموح، الذي لم يكد يبدأ مشواره في الحياة، خُطفت روحه في لحظة طيش وإجرام، لا لذنب اقترفه، بل لأنه عاش في زمن باتت فيه الأرواح تُزهق بسهولة، والسكين تُشهر قبل الكلمة.
بحسب مصادر مقربة، فإن الجاني المعروف بسجله الإجرامي قام بطعن عبادة أمام أعين الناس، دون وازع من ضمير أو خوف من قانون، وكأن الدماء باتت لغةً تُستخدم لتسوية خلاف أو إثبات حضور.
وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة عزاء وحداد، حيث نعاه أصدقاؤه بكلمات موجعة تعبّر عن صدمتهم بغيابه، مستذكرين أخلاقه، وطيب قلبه، وابتسامته التي لم تفارقه.
عبادة لم يكن مجرد شاب في مقتبل العمر، بل كان حلمًا يسير على قدمين، يخطط لغدٍ مختلف، لحياة بسيطة فيها رضا وبركة، لكن يد الغدر كانت أسرع من أحلامه، وأقسى من أمنيات والدته التي ودّعته صباحًا دون أن تدري أنه الوداع الأخير.
المجتمع اليوم لا يودّع فقط شابًا، بل يودّع شعور الأمان، ويُطلق صرخة استغاثة: إلى متى سيبقى المجرمون يسرحون دون رادع؟ إلى متى سيبقى الغضب أسرع من العقل، والسكين أقرب من الحوار؟
الراحل عبادة عرابي، لم يعد بيننا جسدًا، لكنه سيبقى حاضرًا في الوجدان، شاهداً على وجع لا يشفى، وعلى حاجةٍ صارخة للعدالة، ولتحركٍ جاد يوقف نزيف الأرواح البريئة.