على جانب الطريق الواصل بين شفا بدران وبيرين نصب بسام الجمل عريشة بيع الفواكه البلدية من البستان الذي اعتاد على ان يتضمن محاصيله منذ ان تقاعد من الخدمة العسكرية قبل اكثر من ثلاثة عقود .
الطقس جميل في جنبات العريشة التي تشكلت ارضيتها من التراب الأحمر الظاهر على امتداد أرض البستان وسقفها من الواح الكرتون التي جرى تعشيقها مع أغصان شجرة الزيتون الجاثية على الحافة الشرقية لهذه الارض التي حافظت على اشجارها رغم شح السنين .
منظر البرقوق البلدي القديم والخوخ الأحمر " العوينه " الذي لا يشبه ايا من الأصناف التي نراها في الأسواق استوقفني ظهر اليوم وقررت التوقف قرب العريشة والجلوس تحت ظلالها والحديث الى بسام الجمل الذي استقبلني بود وجرجرني الى الحديث في قضايا ما كنت لاتحدث فيها لولا ارتياحي لملامح الرجل وتطوعه ليجيب عن كل الأسئلة التي طرحتها حول الخوخ والبرقوق وآلية استئجار وتضمين البساتين ومستوى الطلب على ما يعرضه هذا الرجل الذي حفرت الأيام آثارها على محياه.
لقد تحدث لي عن عشيرة الجمل التي جاءت من نابلس وخدمته في القوات المسلحة بإمرة الفريق محمد إدريس ولاحقا اللواء مأمون خليل يوم كان عميدا في القوات المسلحة .يتحدث بسام عن ايام الخدمة العسكرية بفخر واعتزاز ويرى ان تلك الأيام كانت جميلة بالرغم ان فيها الكثير من الفاقة ..
نازعني بسام الجمل وحاول ثنيي عن ان ادفع قيمة مشترياتي الا اني اصريت عليه وانسحبت بعدما وعدته بان أعود في الأسبوع القادم لاستكمال الحديث ولكي نشرب الشاي معا .