في مشهد استثنائي يعكس الحضور الأردني العميق على الساحة الدولية، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين خطابًا تاريخيًا من منبر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. خطابٌ حمل رسالة باسم الأردن والمنطقة، عنوانها: صوت العقل في زمن التصعيد، والكرامة الإنسانية في وجه العجز الدولي.
إننا نُثمِّن بكل فخر هذا الموقف القيادي الذي تجاوز حدود الدفاع عن القضية الفلسطينية، ليُسلط الضوء على تداعيات التصعيد الإقليمي بين إسرائيل وإيران. حذّر جلالته من خطر انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة تهدد الأمن والسلم الدوليين، مؤكدًا أن أمن المنطقة لا يتحقق بالقوة بل بالعدل، وأن صمت المجتمع الدولي لم يعد خيارًا، بل يُعدُّ تواطؤًا يُعمِّق المعاناة.
دعا جلالته إلى دور أوروبي فاعل وإلى تحرك إنساني مسؤول، يرتكز على القانون الدولي والعدالة، بعيدًا عن الازدواجية والمعايير الانتقائية. وأعاد التأكيد على ثوابت الأردن الراسخة تجاه القضية الفلسطينية، والوصاية الهاشمية على المقدسات، وحق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بحرية وكرامة.
هذا هو الأردن الذي نفتخر به، وهذا هو قائده؛ صوتُ الاتزان والحكمة في زمن الضجيج، وموقفٌ راسخٌ أمام العواصف. كل الاعتزاز بجلالة الملك على هذا الخطاب الذي عبّر عن وجع الشعوب وهمّ المنطقة بشجاعة وصدق.