اكتست مدينة العقبة بألوان الفرح والبهجة في مشهد وطني مهيب، جمع بين عظمة المناسبة الدينية لعيد الأضحى المبارك، وفرحة تأهل المنتخب الوطني الأردني إلى نهائيات كأس العالم، في تزامن فريد مع الأعياد الوطنية التي تمثل محطات مضيئة في مسيرة الوطن.
لم تكن العقبة هذا العيد كباقي الأعياد؛ فقد تحولت المدينة إلى لوحة فسيفسائية من الفرح، حيث تلاقت مشاعر العز والفخر والانتماء في قلوب الأردنيين والزوار من مختلف المحافظات وحتى من خارج البلاد، لتعلن أن العقبة ليست فقط شاطئًا وسياحة، بل وطن يحتفل بقلب نابض لا يهدأ.
شهدت ساحة السارية المركزية تجمعًا حاشدًا من الأهالي والزوار، الذين قدموا للمشاركة في الاحتفالات الرسمية والشعبية التي أعدّتها محافظة العقبة بالتعاون مع مختلف المؤسسات. وارتفعت الأعلام الأردنية عالية، فيما امتلأت الساحة بأهازيج الفرح التي عبّرت عن محبة الوطن واعتزاز أبنائه بالإنجاز الرياضي الكبير.
شهدت سماء العقبة عروضًا مذهلة لطائرات الدرونز المضيئة، التي شكّلت لوحات فنية تحمل رموز الوطن، في حين خطّت الألعاب النارية مشاهد بصرية أبهرت الجميع، أطفالاً وكباراً، وجعلت من سماء المدينة مسرحًا مفتوحًا للفرح.
وفي تصريحات خاصة لـ"نيروز الإخبارية"، عبّر العديد من المواطنين عن فرحتهم الكبيرة بهذه المناسبة، مشيرين إلى أن هذه الاحتفالات تعكس الوجه المشرق للأردن وتُظهر مدى التقدم في تنظيم الفعاليات الوطنية والسياحية. وقالت أم محمد، إحدى زائرات المدينة: "لم نشهد مثل هذا التنظيم من قبل، الأجواء رائعة وتشعرنا بالفخر أننا أردنيون نحتفل بإنجازاتنا معًا."
أما المواطن سالم الحويطات، فعبّر عن سعادته قائلاً: "تأهل النشامى للعرس العالمي هو حلم أصبح حقيقة، والاحتفال به في العقبة يعطيه طعمًا خاصًا، هذه المدينة دائماً تعرف كيف تحتفي بالحياة."
وتنوّعت الفعاليات بين فرقة معان الشعبية والعروض الموسيقية والرقصات التراثية، جمعت الجميع تحت مظلة الوطن الواحد.
وأكد عدد من منظمي الفعاليات أن العقبة تسعى باستمرار لتقديم الأفضل لسكانها وزوارها، وأن هذه الاحتفالات تُعدّ نموذجًا للدمج بين السياحة والترفيه والهوية الوطنية.
كانت عيون الأطفال تلمع ببريق الألعاب النارية، وقلوب الكبار تفيض اعتزازًا وفخرًا بالأردن، قيادة وشعبًا، مؤكدين أن فرح العقبة هو انعكاس لفرح الوطن بأكمله.