افتتحت إثيوبيا، سدّ النهضة رسمياً، كأكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بكلفة تتجاوز 5 مليارات دولار.
وظهرت لقطات لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد يبكي أثناء الاستعداد لافتتاح سد النهضة الإثيوبي.
وأعلن أحمد، افتتاح سد النهضة رسمياً، الذي شيدته أديس أبابا على النيل الأزرق، حسبما قالت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية "إينا”.
وأضافت وكالة "إينا” أنّ افتتاح السد جاء بحضور عدد من القادة الأفارقة”، مشيرة إلى أنّ "على عكس العديد من المشاريع الإفريقية الكبرى التي تعتمد على الديون الخارجية، مُوِّل سد النهضة بالكامل تقريبًا من قِبل الشعب الإثيوبي”.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، وصف في وقت سابق سد النهضة، بأنه "دليل على قوة إثيوبيا حين تتوحد”، مؤكدًا أنه لم يكن مجرد مشروع وطني، بل إنجازًا تاريخيًا يخص إفريقيا بأكملها”، حسبما نقلت عنه وكالة "إينا”.
ومشروع السد واجه منذ انطلاقه معارضة مصرية وسودانية، باعتبار أنّه خطر على أمنهما القومي ومسّ بحقوقهما المائية من مياه السد.
وقد تأخر المشروع 14 عاماً بسبب هذه الخلافات.
وحضر حفل التدشين رؤساء جيبوتي إسماعيل عمر جيله، وجنوب السودان سلفا كير ميارديت، والصومال حسن شيخ محمود، وكينيا، وليام ساموي روتو، وفق المصدر ذاته.
كما حضر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، كلافر جاتيتي.
ولم يحضر أي مسؤول من مصر والسودان حفل الافتتاح، رغم أنّ آبي أحمد سبق أن أعلن توجيه دعوة إلى البلدين للحضور.
مصر توّجه خطاباً لمجلس الأمن
في المقابل، وجهت وزارة الخارجية، خطاباً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على خلفية إعلان إثيوبيا بدء تشغيل سد النهضة.
وأشار البيان الصادر عن الوزارة اليوم، إلى أنّ الخطاب الموجه لمجلس الأمن يتعلق بالتطورات الأخيرة في النيل الأزرق، وتنظيم إثيوبيا لفعالية للإعلان عن انتهاء وتشغيل سدها "المخالف للقانون الدولي”، على حد وصفه.
وقال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفير بدر عبد العاطي: ”إنه رغم كل المساعي الواهية لمنح السد الإثيوبي غطاء زائفاً من القبول والشرعية إلا أنّ السد يظل إجراء أحادياً مخالفاً للقانون والأعراف الدولية ولا ينتج عنه أية تبعات من شأنها التأثير على النظام القانوني الحاكم لحوض النيل الشرقي طبقاً للقانون الدولي”.
وأضاف :”التصرفات الإثيوبية الأخيرة تمثل خرقًا جديدًا يضاف إلى قائمة طويلة من الانتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 أيويل 2021″.
وأكد عبد العاطي على موقف مصر الثابت في رفض كافة الإجراءات الأحادية الإثيوبية في نهر النيل وعدم الاعتداد بها أو القبول بتبعاتها على المصالح الوجودية لشعوب دولتي المصب مصر والسودان.
قلق في السودان
وكانت دولة السودان قد أعربت في حزيران الماضي عن قلقها حيال تشغيل سد النهضة وشددت في موقف مشترك مع مصر على "رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق”.
أهمية السد
وفق الخبراء فإنّ سدّ النهضة يعدّ بمثابة تعهّد بـ”ثورة في مجال الطاقة” في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان (130 مليون نسمة)، لا يحصل سوى 45 في المئة منهم على الكهرباء.
ويقدَّر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للسدّ 5 آلاف ميغاوات، أي ضعف ما ينتج البلد راهناً.
وأطلق مشروع "سد النهضة الإثيوبي الكبير” في نيسان 2011 بميزانية بلغت أربعة مليارات دولار. ويبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً فيما تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعّب من المياه.
كذلك، قالت أديس أبابا إنه سيوفّر إيرادات قدرها مليار دولار سنويا من الكهرباء المباعة لجيرانها.