في حوار مؤثر ومفعم بالوطنية، يفتح اللواء الركن المتقاعد وليد أحمد الخصاونة قلبه ليروي مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية، بدأت من بلدة إيدون في محافظة إربد، وانتهت بتدريب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في مدرسة الدروع الملكية.
لنبدأ من جذورك.. كيف كانت النشأة؟
أنا من مواليد عام 1950 في بلدة إيدون بمحافظة إربد. والدي هو الشهيد الملازم أول أحمد محمود الخصاونة، وُلد عام 1926، والتحق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1943. في عام 1956، كان والدي قائداً لسرية مشاة. وعندما وقع اعتداء على بلدة قلقيلية في فلسطين، وكان في إجازة آنذاك، قطع إجازته فور سماعه الخبر، والتحق بوحدته، ثم تحرك مع سريته إلى قلقيلية. هناك، استشهد أثناء الاشتباك مع العدو مع مجموعة من أفراد سريته.
كيف أثّر استشهاد والدك على العائلة؟
استشهد والدي ونحن أربعة أطفال، أكبرنا كان عمره 7 سنوات وأصغرنا 6 شهور فقط. والدتي – رحمها الله – تحملت العبء الكبير، فكانت لنا الأم والأب والأخ، رغم أنها عانت من المرض وفقدت بصرها لاحقًا. كانت حياتها قاسية، لكنها غرست فينا القيم والصبر.
ما الذي دفعك للالتحاق بالقوات المسلحة؟
استشهاد والدي كان الدافع الأكبر. التحقت بالقوات المسلحة عام 1968 بعد إنهاء الثانوية في عمّان، وتخرجت من مدرسة المرشحين برتبة ملازم. بعد ذلك، التحقت بمدرسة الدروع الملكية، حيث خضعت لعدة دورات عسكرية ثم تم تعييني في كتيبة الدبابات 12 في غور الأردن كقائد فصيل دبابات. آنذاك، كنا نتعامل مع اشتباكات متكررة مع العدو.
هل شاركت في حرب رمضان 1973؟
نعم، شاركت في حرب رمضان 1973 ضمن اللواء المدرع 92، حيث كنت قائد سرية وشاركنا جنبًا إلى جنب مع القوات العراقية، وكان للجيش العربي الأردني دور كبير في تلك المعركة حتى وقف إطلاق النار.
حدثنا عن محطاتك البارزة في الخدمة العسكرية.
طوال 32 عامًا، شاركت في جميع دورات الدروع الأساسية والمتقدمة، ودورة الأركان، ودورة القيادة العليا في أمريكا، إضافة إلى دراستي في كلية الدفاع الوطني. توليت عدة مناصب مهمة، وكان آخرها أمر مدرسة الدروع الملكية.
درّبتَ جلالة الملك عبدالله الثاني، حدثنا عن تلك التجربة؟
عام 1985 كنت مدربًا لجلالة الملك عبدالله الثاني في مدرسة الدروع الملكية. كنا نستخدم آنذاك أربع دبابات في التدريب. جلالة الملك كان – وما يزال – يتمتع بدرجة عالية من الذكاء والانضباط والمهارة القيادية.
ما الذي تعلمته من الخدمة في القوات المسلحة؟
تعلمت القيم والانضباط، والولاء للوطن وقيادته. القوات المسلحة الأردنية مؤسسة وطنية عظيمة، حافظت على أمن الأردن واستقراره، وهي المدرسة التي تخرج منها رجال أوفياء، وأنا فخور أنني كنت واحدًا منهم.
كلمة أخيرة؟
حفظ الله الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وسنبقى أوفياء لهذا الوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة.