"أوتاد أردنية"… لوحات فنية تجسد تراث الوطن في احتفال تربية
قصبة إربد بعيد الاستقلال برعاية العتوم
نيروز – محمد محسن عبيدات
في أجواء احتفالية وطنية غامرة بالفخر والانتماء، افتتح محافظ
إربد رضوان العتوم، صباح اليوم الخميس، جدارية "أوتاد أردنية" في باحة مديرية
تربية قصبة إربد، ضمن احتفالات المديرية بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية. جاء
هذا الحدث المميز بمشاركة واسعة من المسؤولين والتربويين والفنانين والمعلمين، ليشكل
تظاهرة فنية ووطنية توثق إرث المحافظات الأردنية وتروي حكاياها بألوان نابضة بالروح
والانتماء.
راعي الفعالية محافظ اربد رضوان العتوم أكد خلال جولته بين
الجداريات ان عيد الاستقلال مناسبة لترسيخ قيم الوحدة والانتماء". وأعرب عن سعادته
البالغة بمشاركة الأسرة التربوية في قصبة إربد هذه المناسبة الغالية على قلوب الأردنيين.
وقال: "عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى، بل محطة وطنية نسترجع من خلالها تضحيات الأجداد،
ونستلهم عزيمة الحاضر لبناء مستقبل يليق بهذا الوطن العزيز تحت راية جلالة الملك عبدالله
الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه." وأكد العتوم أن الجداريات تمثل تجسيداً
حيّاً لهوية المحافظات الأردنية، وعرضاً بصرياً لتراثها وتنوعها الثقافي، مشيداً بجهود
المعلمين الفنانين الذين أظهروا براعة فنية عالية في إبراز أدق تفاصيل الذاكرة الجمعية
للمجتمع الأردني من خلال الأعمال الفنية.
من جانبها، رحبت مديرة تربية قصبة إربد بالوكالة هدى الشطناوي
بعطوفة المحافظ والحضور، وعبّرت عن امتنانها العميق لمشاركته الوجدانية والوطنية، مؤكدة
أن هذا الحضور يعزز من قيمة العمل التربوي كمكون أساسي في بناء الإنسان الأردني الواعي
والمنتمي. وقدمت الشطناوي شكرها الجزيل لقسم النشاطات التربوية ممثلاً برئيس القسم
علي الشياب، وقسم الإشراف التربوي برئاسة فراس مقدادي، وللدكتورة ناديا المنسي مشرفة
التربية الفنية، ولكل من أسهم في إنجاح هذا العمل الوطني. كما جددت باسم الأسرة التربوية
في قصبة إربد، آيات الولاء والانتماء إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني،
مشيرة إلى أن "الجداريات تمثل رسالة محبة واعتزاز من معلمي ومعلمات المديرية تجاه
وطنهم وقيادتهم الهاشمية".
شارك في الافتتاح كل من مدير شرطة إربد العميد الدكتور محمد
علي الزوايدة، ومديرة التربية والتعليم للواء بني عبيد نسرين بكّار، ومدير الشؤون الإدارية
والمالية في مديرية قصبة إربد الدكتورة بسمة فريحات، ومدير الشؤون الإدارية والمالية
في مديرية تربية بني عبيد أيمن نصيرات، بالإضافة إلى مديري ومديرات مدارس القصبة، ورؤساء
الأقسام وموظفي المديرية، وعدد كبير من المعلمين والمعلمات، مما عكس عمق الشراكة والتكامل
بين الأسرة التربوية ومؤسسات الدولة في خدمة الوطن.
ضمت الفعالية مجموعة متميزة من الجداريات الفنية، حملت كل
منها حكاية محافظة أردنية: عمان، إربد، المفرق، عجلون، وجرش. وقد أبدع في رسمها نخبة
من المعلمين الفنانين الذين تركوا بصماتهم الجمالية على الجدران، وهم: جهاد الحايك،
عمر العيده، محمود ديارنه، عامر جيزاوي، ميساء العمري، أسمى شاهر، نور بطاينة، ريما
دراوشة، غدير بطاينة، ومحمود شتات. أما الإشراف الفني فقد تولته الدكتورة ناديا المنسي،
التي قادت الفريق بروح إبداعية مميزة.
كل جدارية كانت بمثابة نافذة تطل على ملامح المدينة التي
تمثلها، من اللباس التقليدي والمأكولات الشعبية إلى الحرف اليدوية والمعالم التاريخية،
مما جعل الزوار يتنقلون بين المحافظات بخيالهم، يقرأون من الجدران فصولاً من الحكاية
الأردنية الممتدة.
هذا وقد رسخت فعالية "أوتاد أردنية" مفهوما جديدا
في الاحتفاء بالوطن، حيث اندمج الفن بالتاريخ، والتعليم بالثقافة، والاحتفال بالتأمل.
وأثبتت أن الجدار ليس مجرد سطح صامت، بل صفحة مفتوحة لكتابة قصص الشعوب وتاريخها، وأداة
بصرية لنقل القيم والمبادئ الوطنية للأجيال القادمة.
لقد كانت الجداريات أوتادا تراثية ثابتة في وجدان المكان،
وعلامات فارقة على درب الهوية الأردنية التي تزداد عمقاً وثراءً عاماً بعد عام. ومثلما
ترفرف الأعلام في السماء في عيد الاستقلال، ها هي الألوان ترفرف على الجدران، لتحكي
قصة وطن… اسمه الأردن.