في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية دمج قضايا النوع الاجتماعي في جهود التكيف مع التغيرات المناخية، نفذت شبكة التضامن النسوي من أجل التغيير اليوم الأربعاء ورشة عمل إقليمية هامة ومثرية عبر الإنترنت. وقد شهدت الفعالية مشاركة واسعة تجاوزت الـ 50 مشاركة من مختلف أنحاء الوطن العربي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا الملف الحيوي على صعيد المنطقة.
تأتي هذه الورشة كواحدة من سلسلة لقاءات ضمن مشروع "مساحات نسوية" الذي تنفذه مساواة للتدريب وحقوق الإنسان، ويهدف إلى معالجة القضايا النسوية الملحة ودمج منظور النوع الاجتماعي في مختلف القطاعات التنموية الحيوية.
وقد ألقت الدكتورة هبا حدادين، المديرة العامة لـ مساواة للتدريب وحقوق الإنسان ومؤسسة شبكة التضامن النسوي من أجل التغيير، كلمة افتتاحية أكدت فيها على الدور المحوري للمرأة في مواجهة التحديات المناخية وضرورة إدماج منظور النوع الاجتماعي في جميع السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالتكيف. وأشارت الدكتورة حدادين إلى أن التغيرات المناخية لا تؤثر بشكل محايد على الجميع، بل غالبًا ما تكون النساء هن الأكثر تضررًا نظرًا لأدوارهن الاجتماعية والاقتصادية في العديد من المجتمعات العربية.
استضافت الورشة الخبيرة المغربية القديرة، الأستاذة حسناء شهابي، التي قدمت تحليلاً معمقًا للترابط الوثيق بين قضايا النوع الاجتماعي وتأثيرات التغيرات المناخية المتزايدة. وخلال الجلسات، أوضحت الأستاذة شهابي كيف تتجلى الآثار المتباينة للتغيرات المناخية على النساء والرجال، مؤكدة على الأهمية الحاسمة لدمج منظور النوع الاجتماعي في صميم استراتيجيات التكيف المناخي لضمان تحقيق عدالة وفعالية أكبر في مواجهة هذه التحديات العالمية المشتركة.
وقد تناولت الورشة مجموعة من المحاور الأساسية التي سعت إلى تعميق فهم المشاركات لهذه القضية المحورية، وشملت:
فهم العلاقة المعقدة بين النوع الاجتماعي والتغيرات المناخية: استكشاف الروابط والتأثيرات المتبادلة بين هذين المجالين الهامين وتحديد نقاط التقاطع.
تحليل الآثار المتباينة للتغيرات المناخية على النساء والرجال: تسليط الضوء على أوجه الضعف والقدرات المختلفة لكل من الجنسين في مواجهة تداعيات المناخ وتحديد الاحتياجات الخاصة.
استعراض أمثلة وتجارب ناجحة لدمج النوع الاجتماعي في مبادرات التكيف: عرض نماذج عملية وقصص نجاح ملهمة من المنطقة وخارجها تبرز القيمة المضافة لدمج منظور النوع الاجتماعي في تحقيق نتائج مستدامة.
مناقشة الدور الحيوي للسياسات والاستراتيجيات المراعية للنوع الاجتماعي في بناء قدرة المجتمعات على الصمود: التأكيد على أهمية تضمين احتياجات النساء ووجهات نظرهن الفريدة في صياغة وتنفيذ السياسات المناخية الفعالة والشاملة.
وقد وفرت الورشة منصة تفاعلية قيمة للمشاركات لتبادل الخبرات والمعارف، وطرح الأسئلة على الخبيرة، والمشاركة في نقاشات معمقة حول التحديات والفرص المتعلقة بدمج النوع الاجتماعي في جهود التكيف مع التغيرات المناخية في سياقاتهن المختلفة في المنطقة العربية.
تأتي هذه الورشة النوعية في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها شبكة التضامن النسوي من أجل التغيير، بدعم من مساواة للتدريب وحقوق الإنسان وضمن برنامج "مساحات نسوية ملهمة"، لتعزيز الوعي بالقضايا النسوية الملحة ودمج منظور النوع الاجتماعي في مختلف القطاعات التنموية الحيوية، وعلى رأسها مواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تؤثر بشكل مباشر وغير متناسب على حياة النساء في المنطقة العربية