"خدمتُ في صفوف الجيش العربي ، ولبست البدلة العسكرية بكل فخر واليوم، أرتدي ثوب العمل الشريف خلف مقود سيارة أجرة لأطعم أسرتي بعرق جبيني. أنا ابن الجيش، ولا أسمح بالإساءة لجميع سائقي التكاسي. نحن نعمل بكرامة من أجل لقمة العيش وتلبية متطلبات الحياة، فهل يُعقل أن يُنظر إلينا وكأننا خارجون عن القانون؟"
بهذه الكلمات استهلّ شادي المناصير، أحد المتقاعدين من صفوف الجيش العربي، حديثه لـ"نيروز"، موجّهًا رسالة عتب مؤلمة لكل من يُسيء لصورة سائقي سيارات الأجرة ويعمّم الانطباعات السلبية عليهم.
ابن الجيش... ثابت على المبدأ
يقول المناصير : "أنا ابن الجيش، ومبادئي لم تتغير. ما زلت أقدّس خدمة وطني، وأحترم القانون، وأبذل جهدي يوميًا من الصباح حتى المساء لأكسب رزقي بشرف.
لكن يؤسفني أن البعض يتعامل معنا كسائقي تكاسي وكأننا أصحاب سوابق أو متجاوزين للقانون".
ويضيف: "من بين كل مئة سائق، قد تجد اثنين أو ثلاثة يخطئون، لكن لا يجوز أن نعمم الأحكام على الجميع".
تصاريح أمنية سنوية.. وفحص مستمر
يشير شادي إلى أن كل سائق تكسي يخضع سنويًا لتصريح أمني يشمل مراجعة السجل الجنائي وكشف أي قضايا مسجلة، مما يضمن أن يكون السائق ملتزمًا وخاليًا من أي شُبهات قانونية، قائلاً: "نحن نخضع لفحص دائم، ولا يمكن ممارسة هذه المهنة دون استيفاء الشروط الأمنية".
منافسة غير عادلة.. وتطبيقات خارجة عن القانون
يتحدث شادي عن تحدٍّ آخر يواجهه وزملاؤه من سائقي التكسي الأصفر، وهو المنافسة غير العادلة من قبل تطبيقات غير مرخّصة، حيث يقول: "اليوم، هناك تطبيقات وسيارات خاصة تمارس عمل النقل دون ترخيص، وبأسعار زهيدة لا تغطي حتى كلفة الوقود".
ويضيف: "انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات تروّج لرحلات من إربد إلى عمان بخمسة دنانير أو أقل، وهذا أمر يضر بالسائقين النظاميين الذين يدفعون التزامات قانونية وضريبية، ويعتمدون على هذه المهنة لإعالة أسرهم".
كرامة لا تُشترى
يختم المناصير حديثه بنبرة ممزوجة بالألم والأمل: "لسنا طامعين في الرفاه، نحن فقط نطالب بالإنصاف.
لا تُعمموا الأحكام، ولا تقتلوا مصدر رزقنا بتطبيقات خارجة عن القانون. نحن جنود الأمس، وعمال الحاضر، نحب الوطن ونخدمه بكرامة".