في زيارة رسمية إلى إدارة مكافحة المخدرات، أكد العقيد المتقاعد حسين المحارمة، نائب رئيس لجنة الكرامة للمحاربين القدامى، أن اللجنة تمثل امتدادًا لجهود وطنية بدأت منذ عام 2001، وتضم اليوم شريحة واسعة من المتقاعدين العسكريين الذين يناهز عددهم 290 ألفًا، من مختلف الفئات والثقافات.
وأشار المحارمة إلى أن اللجنة تستمد قوتها من معركة الكرامة التي جسدت أعظم صور الانتصار والبطولة، مشددًا على أن المتقاعدين العسكريين ما زالوا يحملون همّ الوطن، ويقفون إلى جانب مؤسساته في مختلف الميادين، بالتنسيق مع القيادة الهاشمية الحكيمة، وفي طليعتها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي يولي المتقاعدين اهتمامًا كبيرًا.
من جهته، استعرض العميد حسان القضاة مدير إدارة مكافحة المخدرات أبرز ملامح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، مشيرًا إلى أن الإدارة تأسست عام 1973 بتوجيهات ملكية سامية، لتكون من أوائل الإدارات المتخصصة في المنطقة بعد جمهورية مصر العربية.
وأوضح القضاة أن الإدارة تعمل ضمن أربعة محاور رئيسية: العمليات، التوعية، العلاج، والوقاية من التصنيع المحلي.
ففي محور العمليات، تسعى الإدارة للحد من تهريب المواد المخدرة إلى الأراضي الأردنية أو عبرها، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين مثل القوات المسلحة الأردنية، الجمارك العامة، والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، إلى جانب التعاون الدولي والإقليمي.
وأكد القضاة أن الأردن لا يسمح مطلقًا بأي شكل من أشكال تصنيع المخدرات على أراضيه، وأن 80% من المواد المضبوطة تكون معدّة للتهريب إلى الخارج، خاصة نحو منطقة الخليج.
وأضاف أن من أبرز المواد المضبوطة خلال عام 2024 كانت حبوب الكبتاجون، والتي بلغت كميتها أكثر من 27 مليون حبة، فيما بلغ إجمالي القضايا خلال العام نفسه 25,260 قضية، بينها 7,762 تتعلق بالاتجار والترويج.
وعلى صعيد التوعية، أوضح القضاة أن الإدارة نفّذت بالتعاون مع 36 جهة وطنية، من ضمنها مؤسسة ولي العهد، وزارات التربية، التعليم العالي، الصحة، الأوقاف، والتنمية الاجتماعية، ما يزيد عن 7,179 نشاطًا توعويًا خلال عامي 2023 و2024، في إطار الاستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات.
وفي المحور العلاجي، أشار القضاة إلى أن الأردن أسّس أول مركز لعلاج الإدمان عام 1993، وتم تطويره في 2009، وتوسيعه في 2012 ليصل إلى 170 سريرًا، ويقدّم خدمات متكاملة ومجانية للمحتاجين.
ولم يغفل القضاة التضحيات التي قدمها رجال الأمن في معركة مكافحة المخدرات، حيث استشهد 8 من أبطال الوطن خلال أداء الواجب، من بينهم النقيب أحمد السخني، الرائد عماد النوايسة، الملازم عمر الزيود، وآخرون.
وفي ختام اللقاء، ثمّن العقيد المحارمة والضباط المتقاعدون الجهود التي تبذلها إدارة مكافحة المخدرات، وأكدوا على دعمهم المطلق للإدارة في معركتها الشرسة لحماية أمن المجتمع الأردني وسلامته.