ذكرى المحاميد- قالت المستشارة النفسية مروة بني مصطفى التنمر الإلكتروني هو ظاهرة قديمة بدأت كنوع من المزاح أو الدعابة، ولكن مع مرور الوقت أصبح سلوكًا عدوانيًا ويمارس إلكترونيًا على شبكة الإنترنت، وغالبًا ما يترك آثارًا نفسية كبيرة.
وأضافت بني مصطفى أن من أبرز الآثار النفسية التي تظهر على الضحية هي أن يصبح معقدًا وانطوائيًا، ويصبح الموضوع عكسيًا، مما يجعل الشخص عدوانيًا في سلوكه وأفكاره مع الآخرين، ولا يتقبل آراءهم حتى لو كانت جيدة ونيتها حسنة، مشيره إلى أن المراهقين هم الأكثر تعرضًا للتنمر الإلكتروني لكثرة استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي ومشاركة يومياتهم عليها والتعرف على أشخاص من جميع أنحاء العالم.
وأوضحت بني مصطفى أن التأثير السلبي الأكبر لهذه الظاهرة هو عدم تقبل الذات لنفسه وعدم ظهوره بشخصيته واسمه الحقيقي على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام اسم مستعار لنفسه وإخفاء شكله عنهم، وهذه من أكثر العلامات التي تدل على أن الشخص متأذي من التنمر الإلكتروني، وقد يؤثر في علاقاته الاجتماعية مع أقاربه وانعزاله مع نفسه.
وشددت بني مصطفى على ضرورة الإبلاغ عن هؤلاء الأشخاص عن طريق الشرطة الإلكترونية، وعقوبة تتضمن السجن والغرامات المالية، ومن المهم أن يكون الأفراد على دراية بالقوانين المحلية المتعلقة بالتكنولوجيا والإنترنت لتجنب الوقوع في مشاكل قانونية.
تعليق جارح أشعل نار العزلة والاكتئاب
وفي سياق متصل، قالت ريم كنت أجلس في غرفتي أتصفح صفحتي، تلقيت إشعارًا من أحد حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي. فتحت الرسالة لتجد تعليقًا جارحًا أسفل صورة لي بسبب وزني الزائد.
وأضافت ريم أنها بدأت تجربتها مع التنمر عندما بدأت تتلقى رسائل مسيئة وتعليقات سلبية على صورها ومنشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الإنستغرام، وكانت من أحد الأشخاص المشاهير، وكان المتنمرون يستخدمون ألقاب إهانة ومعايرة بسبب وزنها الزائد، مما جعلها تشعر بالعزلة والاكتئاب.
وتابعت ريم أثر هذا التنمر بشكل كبير على صحتي النفسية ، و بدأت أشعر بالخوف من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والظهور وتصوير يومياتي، وعانيت من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس، كما زادت مشاعر القلق والاكتئاب، مما أدى إلى تأثير سلبي على دراستي في الجامعه، واعتزلت لفترة طويلة علاقاتي الاجتماعية مع الأصدقاء والأقارب.
من الضحية إلى الناجي
وقالت ريم انها بعد فترة من المعاناة، قررت التحدث إلى أحد أفراد عائلتها عن معاناتها، حيث تلقت الدعم والتشجيع للحديث عن مشاعرها والإبلاغ عن المتنمرين، وقامت بإبلاغ مواقع جرائم إلكترونية عن التنمر الذي تعرضت له، مما ساعد في اتخاذ إجراءات ضد المتنمرين.
مسؤولية مشتركة
وأكدت الاستشارية التربوية إيمان الكايد على ضرورة وجود نظام رقابي في أجهزة الأولاد إذا تم بطريقة تتضمن الحفاظ على خصوصيتهم وتجنب شعورهم بالرقابة الزائدة من خلال التواصل الواضح، ومن المهم تعليم الأبناء كيفية التعامل مع هذه الظاهرة من خلال تقوية ثقتهم بأنفسهم ومن خلال البلاغ عنهم.
واختتمت بالقول "يجب أن نعمل جميعًا معًا لإنهاء هذه الظاهرة وحماية الفراد من آثارها".