في تحرك يعكس صوت العشائر الأردنية وحرصها على تعزيز السلم المجتمعي وتكريس قيم التسامح، نقل الشيخ عبد الكريم الحويان، أحد كبار شيوخ المملكة، مطلبًا شفويًا مباشرًا إلى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، يدعو إلى إصدار عفو عام جديد يشمل فئة المتصالحين الذين لم يشملهم العفو السابق، رغم إنهائهم قضاياهم بتسويات قانونية وسلمية وعشائرية.
وأكد الشيخ الحويان أن هذه المطالبة تعبّر عن موقف موحد عبّر عنه مئات من شيوخ ووجهاء العشائر الأردنية من مختلف محافظات المملكة، والذين أجمعوا على أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة تشمل كل من اختار طريق الصلح وأنهى قضاياه بالإرادة والتراضي، لكنه لا يزال يرزح تحت آثار قانونية تحدّ من قدرته على الاندماج في المجتمع وممارسة حياته الطبيعية.
وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المواطن الأردني تستدعي قرارات استثنائية توازي حجم التحديات، مضيفًا أن العفو عن المتصالحين لا يُعد خروجًا عن القانون، بل هو تتويج لمسار قانوني وإنساني قام به أصحاب القضايا بأنفسهم عبر التسوية، مما يفتح المجال لتفعيل قيم العدالة القائمة على الرحمة، وهي من صميم النهج الهاشمي المتوارث.
وبيّن أن المطالبة تحظى بدعم واسع من أطياف المجتمع، خصوصًا أنها تستهدف فئة أنهت قضاياها بالفعل، ولم تعد تشكل خطرًا أو تهديدًا، بل تسعى للعودة إلى حضن المجتمع والمساهمة في بنائه، وهو ما يجعل من العفو عنهم خطوة إصلاحية بامتياز تسهم في تخفيف العبء عن الجهاز القضائي وتعزز الاستقرار الاجتماعي.
واختتم الشيخ عبد الكريم الحويان حديثه بالتأكيد على أن هذه المطالبة تمثل رسالة ولاء صادقة للقيادة الهاشمية، وثقة بأن جلالة الملك عبد الله الثاني، الملك الإنسان، لا يتوانى عن الوقوف إلى جانب أبناء شعبه في كل مفصل حرج، مشددًا على أن إصدار عفو كريم يشمل المتصالحين سيكون قرارًا إنسانيًا بامتياز يعكس روح الدولة الأردنية القائمة على العدالة والتسامح والانفتاح المجتمعي.