فعاليات جرش ترد على افتراءات "ميدل إيست آي": الأردن لا يتربّح من دماء غزة… بل يدفع الثمن بثقة وكبرياء منذ عقود
نضال البرماوي
في ردّ واسع وعميق على ما نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، والذي زعم أن الأردن يتقاضى أموالًا مقابل تمرير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبّرت الفعاليات الشعبية والرسمية والنقابية والتربوية في محافظة جرش عن رفضها القاطع ورفض الأردنيين كافة لما وصفوه بـ"الادعاءات المفبركة التي تمس شرف الموقف الأردني التاريخي تجاه فلسطين، وتتناقض تمامًا مع الواقع والتاريخ والدور الإنساني المشهود له دوليًا".
وأكدت الفعاليات أن هذه الافتراءات لا تهزّ موقف الأردن الراسخ، بل تزيد من تماسكه وثباته خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد العربي الوحيد الذي يضع القضية الفلسطينية في طليعة أولوياته السياسية والدبلوماسية والإنسانية، ويقود جبهة الدفاع عنها في المحافل الدولية، في وقت ينشغل فيه كثيرون بالمصالح والحسابات الضيقة.
العتوم: الأردن لا يتاجر بفلسطين.. بل يحملها في قلبه
رئيس بلدية جرش الكبرى، أحمد هاشم العتوم، قال إن "ما ورد في التقرير يمثل سقطة أخلاقية وإعلامية لا تغتفر"، مضيفًا:
"الأردن كان وسيبقى الجدار الأول في الدفاع عن فلسطين، لا على الورق بل بالدم، كما حدث في اللطرون وباب الواد والقدس، ولا أحد يستطيع إنكار أن المملكة كانت ولا تزال الحاضنة الأولى للقضية الفلسطينية. نحن لا نتقاضى المال على أداء الواجب، بل نقتسم لقمتنا مع أهلنا، ونبني المستشفيات ونسير القوافل، ونفتح الأجواء والقلوب بلا حسابات ضيقة".
العياصرة:
أستنكر الصحفي أحمد العياصرة ما ورد في تقرير "ميدل إيست آي" الذي شكك في موقف الأردن تجاه ما يجري في قطاع غزة، مؤكداً أن مثل هذه الادعاءات ليست جديدة، ولا تؤثر على حقيقة الموقف الأردني الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.
وقال العياصرة: "لطالما كان قدر الأردن أن يتعرض بين الحين والآخر لهجمات إعلامية مشككة، خاصة حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. ولكن موقف الأردن لم يتغير، وهو موقف راسخ تقوده دبلوماسية هاشمية حكيمة، تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وتناصرها في كل المحافل الدولية."
وأضاف: "ما ورد في التقرير لا يعدو كونه محاولة للنيل من مواقف الأردن المشرفة، وهو أمر ليس بالغريب، فكما يُقال في المثل العربي: 'الشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة'."
وأكد العياصرة أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، كان وما زال في طليعة الدول التي تقدم الدعم الإنساني والسياسي لغزة، رغم التحديات والمخاطر، وهو ما دفع العديد من الدول للاقتداء بهذا الموقف الإنساني النبيل.
نظامي: الشعب الأردني لا يعرف المساومة على مبادئه
رئيس مجلس التطوير التربوي في جرش، عادل نظامي، وصف التقرير بأنه "محاولة رخيصة لتشويه صورة بلد يُعدّ من أنقى الأمثلة على الالتزام القومي"، مضيفًا:
"منذ عقود، والأردن ينحاز لفلسطين لا بالشعارات، بل بالأفعال. أبناء الجيش العربي هم الذين رووا ثرى القدس بدمائهم، وأبناء الشعب الأردني لا يزالون يتبرعون من جيوبهم ويشاركون في كل قافلة ومبادرة. نحن لا نقيس هذه المواقف بالدولارات، بل بقيم الرجولة والشهامة والكرامة".
الزعارير: من يشكك في الموقف الأردني لا يعرف تاريخنا
وقال الدكتور ياسر الزعارير، نائب رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في جرش:
"منذ لحظة العدوان على غزة، والأردن يتحرك بكل إمكانياته، رسمياً وشعبياً، من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، ومن خلال الجمعيات التي تعمل بلا توقف، لنقل الأدوية والطعام والاحتياجات الإنسانية. لم يسأل أحد في الأردن من يدفع؟ بل كان السؤال: متى نصل؟ هذا هو الفرق بين من يؤدي واجبه، ومن يتاجر بالألم".
الدكتور علي العتوم: الموقف الأردني لا يُزايد عليه أحد
أما الدكتور علي دندن العتوم، رئيس مؤسسة إعمار جرش، فقد أكد أن "الموقف الأردني من غزة وفلسطين أكبر من أن يُمسّ بكلمات في تقرير مشبوه"، وأضاف:
"المساعدات التي يُسقطها سلاح الجو الأردني لا تحمل فقط الغذاء، بل رسالة من شعب إلى شعب، ومن قائد إلى أمة. الأردن يقدّم كل ما يستطيع، رغم ضيق الحال، لأنه يرى في فلسطين قضيته الأولى، ولا يقبل المساومة أو الاتهام في هذا الميدان".
البرماوي: إسقاطات جوية باسم الإنسانية لا الحسابات
من جانبه، شدد الدكتور حسن البرماوي، القنصل الأردني في بلغاريا، على أن "العمليات الجوية الأردنية تُنفذ وفق معايير دولية وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، وهي تُكلّف الدولة الأردنية، ولا تُدرّ عليها أي ربح"، وأضاف:
"الطائرات التي تُسقط المساعدات من الأجواء ليست طائرات تجارية، بل عسكرية ملكية تُنفذ مهمة إنسانية بقرار سيادي. من يروّج عكس ذلك، يتجاهل الحقائق خدمة لأجندات مشبوهة".
الزبون: العمل الخيري في الأردن تطوع وطني خالص
وأشار زيد الزبون، رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في جرش، إلى أن الأردن لا يأخذ مالًا على المساعدات، بل يدفع من طاقته ووقته واستقراره من أجل فلسطين، وقال:
"لا توجد دولة في العالم تفتح أجواءها وأراضيها بهذا الشكل المستمر لإيصال الدعم، بلا مقابل، إلا الأردن. هذا هو موقف الدولة، وموقف الشعب، وموقف القيادة. أما من يشكك، فليذهب ليرى المستشفى الأردني في غزة، الذي يعالج الجرحى منذ سنوات بلا فواتير".
البرماوي: على الإعلام أن يتحرى لا أن يتهم
وأكد عضو مجلس المحافظة زياد البرماوي أن "التقرير يتجاهل حقائق واضحة ومعروفة لكل من زار المعبر أو شاهد الإسقاطات الجوية"، مضيفًا:
"كثير من الإعلام الغربي يسقط في فخ الرغبة في الإثارة، فينشر دون توثيق أو دليل. ما نطلبه هو الإنصاف والاحترام، لا التمجيد. تقرير كهذا لا يُقنع حتى قارئ مبتدئ، فكيف بمن يعرف الأردن جيدًا؟"
الزبون: هذا هجوم ممنهج على نموذج وطني صلب
وقال رئيس بلدية باب عمان، عمر الزبون، إن "الهجوم ليس فقط على الأردن، بل على أنموذج عربي لم يُساوم يوماً على القدس"، وتابع:
"الأردن يدفع ثمن مواقفه، ولا يقبض عليها. هو البلد الوحيد الذي لم يغلق بابه في وجه الفلسطيني، ولم يتخلّ عن دوره يوماً، رغم الضغوط والظروف الصعبة. من يُسيء إلى هذا الموقف، يُسيء إلى الحقيقة والتاريخ".
جرن: في الأردن، فلسطين ليست ملفاً… بل هوية
وقال رئيس نادي الفيحاء، المهندس معاذ جرن:
"نحن نُربي أبناءنا على أن القدس أمانة، وأن غزة منا وفينا، وأن مواقف الأردن من فلسطين هي شرف لا يُساوم عليه. فهل يُعقل بعد كل هذا أن يُقال إننا نتقاضى أموالًا لإسقاط الطحين أو الدواء؟ هذا كلام لا يصدقه عاقل".
خلاصة القول: الأردن موقف لا يبتزه تقرير
أجمع أبناء محافظة جرش على أن الأردن، ملكًا وشعبًا ومؤسسات، سيواصل دعمه لفلسطين مهما كانت الضغوط، وأن التشكيك في هذا الدور لن ينال من مكانته، بل يزيده صلابة. وطالبوا وسائل الإعلام بتحري الدقة قبل النشر، ودعوا الجهات المختصة إلى الرد بحزم على أي إساءات تمس المواقف الوطنية والثوابت القومية.