سيرين سبتي- في الوقت الحالي، أصبح استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لكن مع هذا التطور ظهرت مشكلات جديدة، من أبرزها التنمر الإلكتروني. هذا النوع من التنمر يصبح عندما يسيء شخص ما باستخدام الأجهزة الإلكترونية.
مريم تروي تجربتها
تقول مريم، طالبة في جامعة الهاشمية، إنها كانت تفتح نافذة صغيرة تطل منها على يومياتها، وتملأها بالمناظر الطبيعية، واللحظات الجميلة، والتفاصيل العفوية من حياتها، نشرت صورة عفوية لها وهي تضحك، ولم تتوقع أن تتحول هذه الصورة إلى نقطة تحول في علاقتها مع العالم الرقمي، فوجئت بكم هائل من التعليقات الجارحة.
قالت مريم إن التعليقات كانت بعيدة كل البعد عن النقد البناء، بل كانت مزيجًا من السخرية والتقليل من شأنها، دون أي اعتبار لمشاعرها أو أثر الكلمات عليها.
علقت مريم بأن ما حدث معها ليس حالة فردية، بل هو انعكاس لظاهرة آخذة في الانتشار في عصرنا الرقمي، حيث يتخفى البعض خلف حسابات وهمية ليمارسوا التنمر دون رادع.
معاناة أم
كشفت إحدى الأمهات عن معاناتها من موجة من التنمر الإلكتروني، بعد أن شاركت صورة لطفلها، قالت إن ردود الفعل فاجأتها، إذ تلقت تعليقات جارحة كان من أبرزها تساؤلات مسيئة مثل: "ليش بتحكي عن ابنك حلو وهو أسود".
أشارت الأم إلى أن الصورة نُشرت بحسن نية، لكنها تعرضت لكلمات تنمّ عن عنصرية وتنمّر، الأمر الذي دفعها للتوجه إلى الجهات المختصة بجرائم الإنترنت.
وجهت الأم نداءً للمجتمع قائلة: "أتمنى صوتي يوصل، لأن كثير من ناس ممكن يمرّوا بنفس الموقف، لكنهم صامتين التنمر لازم يتوقف، ولازم نحمي أطفالنا من الأذى اللي ممكن يترك فيهم أثر طول العمر".
التنمر الإلكتروني من أخطر أنواع التنمر
قال دكتور علم النفس حسين الصباريني إن التنمر الإلكتروني من أخطر أنواع التنمر، ويترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة. أكد أن التنمر الإلكتروني يُعدّ من أخطر أشكال التنمر في العصر الحديث.
أوضح الصباريني أن خطورة التنمر الإلكتروني تكمن في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وخصوصًا منصات التواصل الاجتماعي، وسرعة انتشار المعلومات عبره.
أشار الصباريني إلى أن أثر التنمر الإلكتروني لا يقتصر على لحظة زمنية، بل يمتد يؤثر نفسيًا واجتماعيًا على الضحية.
ختم الصباريني حديثه بالتأكيد على أهمية وجود قانون صارم للجرائم الإلكترونية، مشيرًا إلى أن هذا القانون قد ساهم بشكل ملحوظ في الحد من هذه الظاهرة.
آراء المواطنين
قال أحد المواطنين إن المتنمّر الإلكتروني غالبًا ما يكون شخصًا يعاني من ضعف داخلي، ويبحث عن السيطرة أو التعويض من خلال الإساءة للآخرين عبر الإنترنت.
وأضاف مواطن آخر أن المتنمّر خلف الشاشة يشعر بالقوة لأنه لا يواجه رد فعل مباشر، وهذا يشجعه على التمادي.
و يرى مواطنون آخرون أن ضعف آليات المحاسبة عبر الإنترنت يساهم في ترسيخ الاعتقاد لدى البعض بأن التنمّر الإلكتروني ليس جريمة حقيقية، مما يستدعي تعزيز الوعي وفرض الرقابة القانونية بشكل أكثر.