في كل مرة يعلو فيها اسم الأردن على خارطة الاقتصاد العالمي، ندرك أن الوطن هو الأساس، وأن صناعاته ليست مجرد منتجات، بل هي مرآة لكفاءات أبنائه وعزيمتهم التي لا تلين.
فمن مصانع الألبان التي تصدّر منتجاتها إلى الخارج بقيمة تجاوزت 50 مليون دينار، إلى الورش الصغيرة التي تحوّلت إلى علامات تجارية تنافس عالميًا، يكتب الأردنيون يوميًا قصة نجاح جديدة.
إن الحديث عن الصناعة الأردنية ليس ترفًا، بل هو دفاع عن كرامة وطن واقتصاد شعب، وسمعة بلد لطالما أثبت أن الإنسان الأردني قادر على أن يكون رقمًا صعبًا في معادلة التنمية.
وجلالة الملك عبد الله الثاني، الذي لا يدّخر جهدًا في جذب الاستثمارات، يدرك أن قوة الأردن في اقتصاده المنتج، وصناعته التي تحمل على عبواتها ختم "صنع في الأردن" بفخر واعتزاز.
وفي خضم ما شهدناه مؤخرًا من محاولات للتشكيك بمنتجات الألبان والحليب، علينا أن نتوقف ونتساءل: لماذا هذا التهويل؟ ولمصلحة من يتم زرع الشائعات في عقول الناس؟ وقد أوضحت الجهات الرقابية، ممثلة بعطوفة مدير الغذاء والدواء، أن الحليب الذي أُثيرت حوله الضجة آمن وغير فاسد، وأن بودرة الحليب التي تستخدمها المصانع الأردنية ليست سِرًا، بل هي ممارسة عالمية، معمول بها في كبرى الشركات حول العالم.
الأردن، الذي صمد في وجه الأزمات، لا يستحق منا إلا أن نكون سنده، وأن نكثف الجهود لرفع اقتصاده في كل المحافل، لا أن نكون معول هدم لمنتجنا الوطني.
فالاقتصاد هو شريان كل أردني، وهو الضامن لقوت أسرنا، ومستقبل شبابنا.
ومن هنا، فإن دعم الصناعة الوطنية واجب، والذود عن سمعتها مسؤولية كل واحد فينا.
لنقف جميعًا صفًا واحدًا خلف صناعتنا ومنتجنا الأردني، ولنتذكر دائمًا: الأردن أولًا.. وصناعاته تاج على رأس كل من يعمل بإخلاص وإبداع.