في كل صباح، وبينما ينشغل الأردنيون في تفاصيل حياتهم اليومية، يقف نشامى ونشميات دائرة الجمارك العامة على خطوط النار غير المعلنة، ليخوضوا معركة صامتة دفاعًا عن الاقتصاد الوطني. هؤلاء الأبطال، الذين لا تلتقط عدسات الإعلام صورهم كثيرًا، يؤدون دورًا محوريًا في حماية قوت المواطن، والحفاظ على استقرار السوق، والتصدي لكل من يحاول العبث بمقدرات الوطن عبر التهريب.
لقد أثبتت كوادر الجمارك الأردنية، على مدار سنوات، قدرة عالية على ضبط التهريبات بشتى أنواعها؛ من بضائع مقلدة، إلى سلع مدعومة كان يُراد تهريبها خارج الحدود، إلى محاولات تهريب مخدرات تُهدد أمن المجتمع. جهودهم لم تتوقف عند حدود الضبط فقط، بل تمتد لتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال دعم الصناعة المحلية وتنظيم حركة التجارة بما يصب في مصلحة المواطن أولاً.
وتُواصل دائرة الجمارك جهودها المتعددة من خلال تطوير أنظمتها التقنية، وتوسيع شراكاتها مع الأجهزة الأمنية والجهات الرقابية، لتبقى الحصن المنيع بوجه أي محاولات تستهدف السوق الأردني. وقد أكدت الأرقام الأخيرة أن الأردن شهد تراجعًا ملحوظًا في حجم التهريب بفضل هذه الجهود، ما عزز من ثقة المواطن بالمنتج المحلي وقلل من الأضرار التي تلحق بالاقتصاد.
"كل عملية ضبط ناجحة تعني حماية عائلة أردنية من ارتفاع الأسعار أو من سلعة مغشوشة"، هكذا يصف أحد كوادر الجمارك مهمته، مؤكدًا أن العمل ليس مجرد وظيفة، بل رسالة وطنية تستحق كل التضحيات.
وبينما تستمر دائرة الجمارك في تطوير أدائها وتكريس ثقافة النزاهة والمهنية، تبقى قصص أبطالها شاهدًا على أن حماية الاقتصاد الوطني ليست معركة أجهزة فحسب، بل ملحمة يومية يخوضها أبناء الوطن المخلصون خلف الكواليس.