في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا مصدر انفتاح على العالم الخارجي وحتى بالعلاقات الاجتماعية، بات من السهل أن نشارك لحظاتنا، أفكارنا، وحتى مشاعرنا عبر شاشة الهاتف.
لكن خلف هذه الشاشة، لا نعلم ما هو مخبأ. أحيانًا يكون على هيئة شخص مظلم، مليء بما يضر الناس. إنه العنف الرقمي، أحد أخطر التحديات التي نواجهها اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي.
ما هو العنف الرقمي؟
العنف الرقمي هو استخدام وسائل التكنولوجيا للإساءة إلى الآخرين، سواء بالكلمات الجارحة، التهديد، الابتزاز، أو نشر الشائعات والصور الخاصة دون إذن.
هو عنف لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يترك جروحًا عميقة في النفس.
لماذا هو خطير؟
لأن أثره لا يتوقف عند الشاشة، بل يمتد إلى الحياة الواقعية.
كثيرون فقدوا ثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم بسبب التنمر الإلكتروني، وكثير من الفتيات تعرضن للابتزاز فصمتن خوفًا من المجتمع.
هذا النوع من العنف قد يؤدي إلى العزلة والاكتئاب.
هناك الكثير ممن تعرضوا لتعليق جارح، أو رسالة تهديد، أو صورة نُشرت دون حق. هذه الأمور ليست نادرة، ومع الوقت تُسبب جروحًا نفسية عميقة.
والمشكلة أن البعض لا يراها عنفًا، لأن الجسد سليم، فيعتقدون أن لا ضرر حاصل. لكن الحقيقة أن الضرر النفسي مؤلم أكثر من الجسدي. البعض يصمت خوفًا أو خجلًا، وهذا ما يزيد من تفاقم المشكلة.
كيف نواجه العنف الرقمي؟
الوعي: أن ندرك أن ما يُكتب خلف الشاشة له أثر كالكلام وجهاً لوجه.
التبليغ: على كل من يتعرض للعنف الرقمي أن يبلغ الجهات المختصة، فالصمت ليس حلاً، بل يسمح للمعتدين بالتمادي.
الدعم: أن ندعم من يتعرض لهذا العنف، ونكون بجانبهم، وألا نستهين بتجاربهم.
الاحترام: أن نحترم الآخرين على الإنترنت كما نحترمهم في الواقع، فالكلمات قد تترك أثرًا يفوق الأفعال.
في الخاتمة:
نعيش في عالم رقمي، لكن يجب ألا نمنح ثقتنا بسهولة، فخلف كل شاشة إنسان له قلب وعقل.
علينا استخدام التكنولوجيا للبناء والتطور، لا لهدم الأرواح.
العنف الرقمي ليس مجرد كلمات، بل جريمة، ويجب أن نكون جميعًا صوتًا واحدًا ضده، ونطالب بعقوبات عادلة لكل من يمارسه.