في موقف يجسد القيم الأصيلة للعشائر الأردنية، سطرت عشيرة الطيب من قبيلة بني صخر أروع الأمثلة في التسامح والعفو، وذلك بعد أن قررت العفو التام عن السائق عبدالله علي أبو حمدية، المتسبب في الحادث الذي أودى بحياة المرحوم مسلم عبدالعزيز الطيب.
وفي مشهد يعكس التلاحم المجتمعي وروح الأخوة، تحولت الجاهة العشائرية التي عقدت على خلفية الحادث من عطوة باعتراف إلى صلح عشائري نهائي، بعد أن تكرمت عشيرة الطيب بإسقاط جميع الحقوق العشائرية والقانونية والمالية، في خطوة تعبر عن مدى إيمانهم بالقيم الدينية والإنسانية التي تحث على التسامح والعفو.
وخلال الجاهة، تم تعيين الشيخ أكرم نصر الرواحنة والأستاذ باسم عارف الشورة ككفلاء وفا، في تأكيد على أهمية الالتزام بالعادات العشائرية التي تسهم في تعزيز السلم المجتمعي.
من جهتها، أعربت عائلة أبو حمدية، ممثلة بكافة الحضور، عن خالص شكرها وتقديرها لعشيرة الطيب وقبيلة بني صخر عامة، مثمنة هذا الموقف النبيل الذي يعكس أصالة وكرم العشائر الأردنية. كما وجهت شكرها لكل من ساهم في إصلاح ذات البين، سواء من الجاهة أو المستقبلين، داعية الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته.
ويأتي هذا الموقف ليؤكد أن التسامح والعفو قيم راسخة في المجتمع الأردني، تعزز أواصر المحبة والتآخي، وتكرس مبادئ التعايش السلمي بين أبنائه.