شهدت مدينة عمّان تطورات إدارية متسارعة منذ بدايات القرن العشرين، حيث تأسس أول مجلس بلدي لها عام 1909، عندما كانت تتبع لمتصرفية السلط، وكان عدد سكانها آنذاك حوالي 300 عائلة، أي ما يقارب 2000 نسمة. وقد تولّى رئاسة المجلس البلدي الأول المرحوم إسماعيل أرسلان بابوق، ليمهّد الطريق لمرحلة جديدة من التنظيم العمراني والإداري للمدينة.
تطور بلدية عمّان بعد أن أصبحت عاصمة
مع إعلان عمّان عاصمة لإمارة شرق الأردن عام 1921، استمرت الجهود لتنظيم شؤونها البلدية، حيث تولّى المرحوم سعيد خير رئاسة البلدية، ليتابع مسيرة البناء والتطوير التي رافقت ازدياد أهمية المدينة.
وفي عهد الاستقلال عام 1946، الذي شكّل محطة تاريخية مهمة في تاريخ الأردن، تولّى المرحوم سامح حجازي رئاسة بلدية عمّان، ليكون أول رئيس للبلدية في عهد المملكة الأردنية الهاشمية المستقلة، حيث شهدت البلدية خلال هذه الفترة تطورًا ملحوظًا في الخدمات والبنية التحتية.
من بلدية العاصمة إلى أمانة عمان الكبرى
مع ازدياد توسّع المدينة، صدرت الإرادة الملكية عام 1950 باستبدال لقب "رئيس بلدية العاصمة" بلقب "أمين العاصمة"، وكان أول من شغل هذا المنصب المرحوم عبدالرحمن خليفة، حيث شهدت عمّان تنظيمًا إداريًا متطورًا لمواكبة توسعها العمراني والسكاني.
وفي عام 1987، وبسبب التوسع الكبير الذي شهدته المدينة، صدر قرار بإنشاء "أمانة عمان الكبرى" خلفًا لأمانة العاصمة، لتتولى مهام التخطيط والتنظيم والإدارة بشكل أكثر شمولية، وكان أول أمين لعمان الكبرى دولة عبدالرؤوف الروابدة.
مقر البلدية الأول: شاهد على تاريخ المدينة
أول مبنى لبلدية عمّان كان يقع في وسط البلد، تحديدًا بين شارع الرضا وشارع السعادة وساحة فيصل، وكان هذا المبنى شاهدًا على مراحل تطور المدينة منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا.
يُظهر تاريخ بلدية عمّان كيف تطورت العاصمة الأردنية من بلدة صغيرة إلى مدينة حديثة ذات إدارة تنظيمية متقدمة، مما يعكس الرؤية المستمرة للنهوض بالبنية التحتية والخدمات في عمّان عبر العقود.