في خضم التصعيدات المتكررة التي تشهدها غزة، تبرز مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله، كصوتٍ للضمير الإنساني والعربي، ودعامة أساسية للتهدئة ووقف العدوان، إذ لم يدّخر جلالته جهدًا إلا وبذله لأجل حماية الأبرياء ووقف نزيف الدم.
منذ اندلاع آخر موجة من التصعيد على القطاع، كان التحرك الأردني بقيادة جلالة الملك فوريًا ومدروسًا، مبنيًا على المبادئ الثابتة التي لطالما رسّخها الأردن تجاه القضية الفلسطينية. جلالة الملك، القائد الأعلى وصاحب الرسالة الهاشمية، لم يقف عند حدّ الإدانة أو المطالبة، بل تحرّك دبلوماسيًا على جميع الأصعدة، إقليميًا ودوليًا، ووجّه بإرسال المساعدات الطبية والإغاثية إلى الأشقاء في غزة، مجددًا التأكيد أن الأردن سيبقى الأقرب لقضيتهم، والأوفى لدمائهم.
لقد جسّد الملك عبدالله الثاني دورًا محوريًا في تكثيف الاتصالات مع الأطراف الدولية الفاعلة، ولا سيما مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومصر، والسلطة الوطنية الفلسطينية، مطالبًا بوقف العدوان فورًا، والعمل الجاد من أجل هدنة إنسانية شاملة تضمن إيصال المساعدات، وفتح المعابر، وحماية المستشفيات والمدنيين.
دبلوماسية ملكية بحكمة الهاشميين
ما يميّز تحرّك جلالة الملك في هذا السياق ليس فقط حساسيته السياسية العالية، بل أيضًا إنسانيته الصادقة، وحرصه العميق على كرامة الإنسان الفلسطيني. فجلالة الملك يدرك أن الهدنة ليست مجرد إجراء مؤقت، بل فرصة لإنقاذ الأرواح وإعادة ترتيب أوراق العدالة الدولية.
وفي كل خطاب ومحفل، لا يتوانى جلالته عن تذكير العالم بأن "السلام لا يتحقق بالقتل والتدمير"، بل بالعدل ورفع الظلم عن شعبٍ طال انتظاره للحرية. وهو بذلك لا يدافع عن غزة فقط، بل عن مبادئ القانون الدولي، وعن قدسية الحياة الإنسانية.
الوصاية الهاشمية... رسالة سلام وموقف شرف
ولا يمكن الحديث عن مواقف الملك عبدالله الثاني دون التذكير بالدور التاريخي الذي يضطلع به في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. هذا الدور الذي يعزز مكانة الأردن كركيزة رئيسية في أي مسار تفاوضي حقيقي، ويمنح المملكة شرعية دينية وسياسية فريدة من نوعها، تجعل من صوت جلالته صوتًا مسموعًا ومؤثرًا في أروقة القرار الدولي.
في زمن التهافت والتخاذل، يقف الملك عبدالله الثاني شامخًا بثوابته، حازمًا في مواقفه، لا يساوم على الحق، ولا يفرّط في الدم، ولا يسمح بتغييب الصوت الفلسطيني من على موائد الكبار. جلالته لا يبحث عن الأضواء، بل عن النتائج، ولا يطلب الشكر، بل يسعى إلى العدالة.
إنه الملك الذي علّمنا أن الشجاعة ليست في الحرب فقط، بل في السعي للسلام بشرف، وفي الدفاع عن المظلومين بصوتٍ لا يعلوه صوت.
رجل الأعمال السيد عدنان امين مسامح رئيس مجلس جنوب عمان.