في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها الأردن، بات الشباب والشابات يشكلون العمود الفقري لمستقبل الوطن، فهم القوة المحركة للتغيير والتطور في مختلف المجالات. ولهذا، نرى حرص المسؤولين على استقبالهم والاستماع لهم، إيماناً بدورهم المحوري في بناء الأردن الحديث.
إلا أن البعض يفسر هذه اللقاءات بطريقة سلبية، معتبرين أن استقبال المسؤولين للشباب أو التقاط الصور معهم ما هو إلا استعراض شكلي أو خطوة غير جادة. هذه النظرة السطحية تعكس فلسفة لا مكان لها في واقع يسعى فيه الجميع لدعم الكفاءات وتمكين الشباب من لعب دورهم الحقيقي في خدمة المجتمع.
عندما يتصور المسؤول مع شابة أو شاب، فهو لا ينظر إليهم إلا كأبناء وبنات لهذا الوطن، فهم بمثابة أبنائه أو إخوته. وهذه اللقاءات ليست مجرد صور، بل هي رسائل دعم وتحفيز لكل شاب وشابة يسعون لتحقيق طموحاتهم وتطوير مهاراتهم. نحن جميعاً تحت سقف وطن واحد، وما يجمعنا أكبر من أي خلافات أو تفسيرات مغلوطة.
التعليقات السلبية لا تخدم أحداً، بل تعرقل مسيرة التحفيز والتطوير. المطلوب اليوم هو توجيه النقد البناء الذي يساهم في تعزيز دور الشباب في تخصصاتهم المختلفة، وليس تثبيط عزيمتهم. فالشباب اليوم يحملون أفكاراً مبتكرة وحلولاً خلاقة لمشاكل المجتمع، والمسؤول عندما يستقبلهم، فهو يستمع لمقترحاتهم ويأخذها بعين الاعتبار.
في النهاية، لا بد من التأكيد على أن دعم الشباب وتمكينهم هو مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة وتمتد للمؤسسات والمسؤولين. والتقدير الحقيقي لهذا الجيل يظهر في احترام آرائهم وتشجيعهم على الإبداع، بعيداً عن أي أفكار هدامة أو تشكيك غير مبرر.