في زنازين سجون سوريا المظلمة، حيث لا مجال للرحمة ولا صوت للعدالة، يكابد المعتقلون معاناة لا يمكن وصفها. كانت هناك قصة واحدة من بين آلاف القصص التي تنبض بالحزن والصمود. أحد المعتقلين، الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب على يد القوات النظامية، سُئل ذات يوم في لحظة ضعف بعد معاناته المستمرة: "ما شعورك تجاه الذين عذبوك؟".
توسعت حدقة عينه، وكأن السؤال جرح قديم تم فتحه فجأة. لحظة من الصمت العميق، حيث تساقطت دمعة واحدة على خده، قبل أن ينطق بالكلمات التي لامست أعماق الجميع: "في الله راح يحاسبهم." كانت تلك الكلمات تعبيرًا عن إيمان عميق في العدالة الإلهية، وفهم أن البشر مهما مارسوا من ظلم لن يفلتوا من الحساب.
كان التعذيب في سجون سوريا يتم بأبشع الطرق، وكان المعتقلون يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي بشكل مستمر. لكن مع ذلك، كانت قلوب هؤلاء الأبطال تتمسك بإيمانهم. كانوا يدركون أن الله هو الحكم العدل، وأن الظلم الذي وقع عليهم لن يمر دون عقاب.
"في الله راح يحاسبهم" كانت أكثر من مجرد إجابة على سؤال، كانت إعلانًا عن صمود الروح الإنسانية في مواجهة أسوأ أشكال القهر. كان المعتقلون الذين يعانون من التعذيب يعرفون أن العدالة الإلهية ستأتي يومًا ما، وأنهم لن يظلوا ضحايا إلى الأبد. في النهاية، يبقى الإيمان بالله والأمل في المستقبل هو ما يساعدهم على الصمود.