تُعتبر هذه الوثيقة واحدة من أبرز الأدلة على القمع المنهجي الذي مارسه النظام السوري خلال فترات الاحتجاجات الشعبية. فهي تسلط الضوء على سلسلة أوامر تنظيمية تبدأ من قمة السلطة وتنتقل إلى الأجهزة الأمنية والمستشفيات، ما يكشف عن تورطها في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
تفاصيل الوثيقة:
صدرت الوثيقة عن أعلى مستويات النظام السوري، لتحدد بوضوح فئات المستهدفين بالاعتقال. تضم هذه الفئات:
1. مموّلي المظاهرات.
2. المحرّضين على الاحتجاجات.
3. المتواصلين مع وسائل الإعلام الأجنبية والمنظمات الدولية.
وصفت الوثيقة هؤلاء بأنهم "يشوّهون صورة سوريا"، مما يعكس استراتيجية النظام في تبرير حملات القمع.
المستشفيات كمسرح للجرائم:
تظهر وثائق أخرى تورط المستشفيات في تغطية جرائم القتل والتعذيب. إحدى الرسائل الموجهة من الشرطة القضائية كشفت عن ظاهرة مروعة: ثلاجات المستشفيات مليئة بالجثث المتحللة والمشوهة.
وتشير الوثيقة إلى أن مسؤولي المستشفى كانوا على دراية بالأمر ورفعوا تقارير إلى دمشق، ما يؤكد علم قمة النظام بالممارسات اللاإنسانية.
معاناة العائلات:
يتحدث أهالي المعتقلين يوميًا عن اختفاء ذويهم دون أي إجابة من السلطات. وبينما يرفض النظام الاعتراف بمصير الضحايا، تكشف الوثائق أنه يعرف تفاصيل دقيقة عن كل معتقل، ولكنه يتعمد التعتيم لزرع الخوف وترسيخ سياساته القمعية.
استنتاج:
تكشف هذه الوثائق عن نظام منظم ومتواطئ على كافة المستويات، بدءًا من القيادة العليا وحتى المرافق الصحية. جرائم الحرب التي وثقتها هذه الوثائق تُعدّ دليلاً دامغًا على انتهاكات حقوق الإنسان، وتفتح المجال للمساءلة القانونية الدولية.
القصة ليست فقط عن وثيقة، بل عن نظام كامل وظّف مؤسساته لقمع شعبه. إنها دعوة لعدم نسيان الضحايا والعمل على تحقيق العدالة.