أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء بأول تعبئة للجيش في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، منذرا الغرب أنه إذا استمر فيما وصفه ”بالابتزاز النووي" فإن موسكو سترد بكل القوة التي لديها في ترسانتها الضخمة.
ويشكل التحذير الصريح من بوتين، الذي تمتلك بلاده رؤوسا نووية أكثر حتى مما لدى الولايات المتحدة، أكبر تصعيد في الصراع منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير شباط.
وقال بوتين في خطاب بثه التلفزيون الروسي ”إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية شعبنا، هذا ليس خداعا".
واتهم بوتين الغرب بالتآمر لتدمير روسيا وقدم دعمه الصريح والعلني لإجراء استفتاءات في مناطق شاسعة من أوكرانيا باتت خاضعة للقوات الروسية فيما ستعد خطوة أولى صوب ضم تلك المناطق رسميا لبلاده.
وتسببت الحرب، التي أدت لأسوأ مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، في مقتل عشرات الآلاف وأطلقت العنان لتضخم جامح أثر بشدة على الاقتصاد العالمي.
وأضاف بوتين أنه وقع مرسوما بالتعبئة الجزئية. وتبدأ عملية التعبئة على الفور وتسري على أي فرد خدم جنديا محترفا في روسيا ولا تشمل المجندين.
وبعد أن طلب مسؤولون متحالفون مع روسيا في أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية إجراء استفتاء على الانضمام لروسيا قبل يوم، قال بوتين إن موسكو ليس لديها الحق الأخلاقي في التخلي عنهم ”للجلادين".
وأضاف بوتين أن روسيا ستدعم قرارات شعوب مناطق دونباس وخيرسون وزابوريجيا في أوكرانيا، بما يمهد الطريق لضم رسمي محتمل لمناطق تشكل نحو 15 بالمئة من الأراضي الأوكرانية.
وقال بوتين إن هدفه هو ”تحرير" منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وإن أغلب الناس الذين يسكنون مناطق باتت روسيا تسيطر عليها هناك لا يريدون حكم كييف.
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن مرسوم الرئيس بوتين بشأن التعبئة الجزئية سيشهد استدعاء 300 ألف فرد إضافي للخدمة في الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الروسي أنه لن يتم استدعاء الطلاب ومن خدموا كمجندين، وأن غالبية قوات الاحتياط الروسية التي تبلغ ملايين القوة لن تستدعى.
تصعيد مقلق
وفي أول تعليق على التعبيئة الروسية، قالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيجان لشبكة ”سكاي نيوز" إن خطاب الرئيس الروسي يمثل تصعيدا مقلقا ويجب أخذ التهديدات التي وجهها فيه على محمل الجد.
وأضافت: ”علينا بكل وضوح أن نأخذ الأمر على محمل الجد لأننا لا نسيطر على الوضع ولست متأكدة من أنه يسيطر على الوضع أيضا. هذا تصعيد واضح".
بدوره، قال روبرت هابيك نائب المستشار الألماني إن التعبئة الجزئية للجيش التي أمرت بها روسيا هي تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا تدرس الحكومة الألمانية الرد عليه.
وأضاف أنها ”خطوة أخرى سيئة وخاطئة من روسيا، والتي بالطبع سنناقشها ونتشاور بشأنها سياسيا فيما يتعلق بكيفية الرد".