بقلم/ أحمد حساني المدير التنفيذي لمركز سعود زايد للدراسات البحثية والسياسية والاستراتيجية.
ناقش الباحث أحمد عبيد ، المدرس المساعد بقسم أصول التربية، كلية التربية بالقاهرة، جامعة الأزهر، رسالة الدكتوراه في الفلسفة (تخصص أصول التربية) تحت عنوان: "منظومة مقترحة لقيم الحياة الأسرية لطلاب الجامعات المصرية.. كمدخل وقائي من مشكلات الأسرة المعاصرة".
وتأتي رسالة الدكتوراة امتداد لرسالة الماجستير عن وعي طلاب الجامعات المصرية بالقيم الجمالية ، والتي ترجمت فيما بعد إلي كتاب أطلق عليه ( طوفان علي أرض الكنانة ).
ويأتي ذلك في إطار اهتمام الباحث بمنظومة القيم الأسرية ، والتربية الوقائية كمدخل لعلاج الأمراض المجتمعية في ظل التغيرات المعاصرة ، من حيث تشخيص التحديات التي تواجهها الأسرة ، وبيـان كيفيـة مواجهة هـذه التحديات، والحد من تأثير الاستلاب والاختراق الثقافي الموجه ضدها ، والوقـوف علـى مرتكزات حمايتها مـن الآثار السلبية للعولمة
والحداثـة والتيارات الفكرية الغربية ، وإبراز خطورة التشـريعات المحلية المتغربة والعالمية الخاصـة بالأسـرة علـى الخصوصيات الثقافية لمجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وبناءا علي ما سبق فإن الأسرة لا تزال الحصن الأخير من حصون الأمة الذي يمكن أن يحمي مقوماتها وهويتها. لذلك فإن الانتصار للأسرة، والإعلاء من شأنها وحمايتها، لهو من أوجب الواجبات التي تقع على عاتق الأفراد والجماعات والمؤسسات، وذلك نظرا للمكانة الكبيرة للأسرة في بناء المجتمع، فحال الأسرة من القوة أو الضعف هو الذي يقرر إلى حد كبير حال الأجيال الجديدة من أبناء الأمة، لا سيما في المراحل الأولى من حياتهم، بما ينبغي أن توفره الأسرة لهم من أساليب الحماية والتنشئة والتوجيه.
والجدير بالذكر أن هذه الدراسة تضمنت توضيحات وافيــة عــن مكانــة الأسرة وأسس بنائها ، ودراسات معمقة لحالتها في ظل الظروف الراهنة وما يحفّ بها من مخاطر تهـدد كل لا سـيّما، خصوصا في زمن الانفتـاح والعولمـة اللذين يــكادان يذهبان بــكل خصوصيات أمتنا ومجتمعاتنا لصالح خصوصيات أمم ومجتمعات أخري.
وتطرقت الدراسة إلي وضع منظومة وبرامج لإعداد الشباب والشابات قبل الزواج وبعده، للقيام بالمهمة الإنسانية المقدسة التي تتطلبها مسؤولية البناء السليم للأسرة، وقيامها بمهمتها في تربية الأبناء وتنشئتهم، بصورة تعزز لديهم قيم الانتماء للمجتمع والأمة، وتوفر لهم القدوة الحسنة في استلهام هذه القيم وتمثلها، وتتيح لهم البيئة الغنية للتزود بأنماط التفكير السليم، والسلوك القويم، والمعرفة الحقة، والخبرة الوفيرة ، وتزويدهما بما يلزم من معارف وخبرات للقيام بهذه الأمانة، فإن التربية الأسرية في الإطار الإسلامي توفر المتطلبات التربوية اللازمة لضبط العلاقات الاجتماعية ، بما يعود بالنفع علي طلاب الجامعات المصرية.
وفي الختام أوجه التهنئة للباحث علي حصوله علي درجة الدكتوراة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولي ، مع تمنياتي بمزيد من النجاحات والترقي والدرجات.