هي مقولة جاءت مع المغول في عهد جنكيز خان، عندما استطاع هذا الرجل توحيد قبائل المغول بل وقادهم الى غزو اصقاع الارض فلقد كان لهم روائح تميزهم من شدة النتانة ملازمة لهم في حلهم وترحالهم تهب معهم اينما حلوا هذه الرائحة جاءت نتيجة خلطة ذات ثلاث شعب ناتجة عن طبيعة مسلكياتهم وبعض معتقداتهم اضافة الى طريقة ارتدائهم حيث شكلت هذه الخلطة لديهم علامة فارقة عن بقية المجتمعات التي كانت تنظر لذلك من زواية نقدية مذمومة لكنها كانت لديهم محمودة فامتازوا بها وميزتهم واصبحت تشكل للمغول علامة فارقة.
رائحة المغول هذه كانت تتشكل من خلطة جياشة تتكون من مزيج يمزج روائح عدم الاستحمام بسبب اسطورة التنين التي كانت تبعدهم عن الحمام، ورائحة عدم تغيير الملابس التي كانت يجب ان تتلف على اجسادهم لاسباب عقائدية هذا اضافة لرائحة الاحذية البقرية التي كانوا ينتعلونها حيث كانت تخرج منها رائحة لا تطاق، وهذا ما كان يجعل رائحة المغول نتنة الى درجة كبيرة لكنها لها ميزة وحيدة تقوم على ابعاد الاعداء عن محيطهم، ولا يقربهم احد من الشعوب الاخرى، كما تقربهم من بعضهم البعض وهي وان كانت استراتيجية غريبة لكنها قد تكون مفيدة لاغراض المنعة والتحصين.
ولكون المجتمع المغولي كان يعشق هذه الروائح الى درجة كبيرة حيث اعتادوا عليها وباتت تشكل جزءا منهم، الى الدرجة التي كان يكرم العامة تكريما كبيرا عند اهدائهم الملابس القديمة من قبل كبار البلد طبعا عند المغول، حتي درج مصطلح لقد «اهداني شيئا من رائحته». ولقد شاع هذا المصطلح بين الناس واخذ البعض يردده تحببا في المناسبات الى يومنا هذا باعتباره دليل احترام وصدق مودة.
ولربما لا يعرف الكثير اصل الحكاية وزمن الرواية، لكن مازال يردد البعض ما كان يقوله المغول عشقا في النتانة من دون قصد من واقع الاستلهام بالاستدلال الذي ميز حقبة المغول عندما انتصرت رياحها النتنة على نسائم المملكة الخوارزمية العطرة، التي لم يخلدها التاريخ كما خلد السمة التي ميزت جنكيز خان واقوام المغول والتتار الذين قيل عنهم انهم جاءوا من نسل ياحوج وماجوج وروائحم النتنة.
جنكيز خان كان قد وضع دستورا ينظم شؤون الحياة كما اوجد برلمانا تمثل به العامة وشكل جيشا كان الاقوى في العالم وفي غضون سبع سنوات سيطر على مساحات واسعة وصلت للعمق العربي وامتدت للصين وحتى اوكرانيا لكنه سرعان ما انتهى وانتهت مملكته لانه اسسها على اسس اثنية في الطابع والمضمون، وميزها برائحة نافرة لم تستطع ان تجذب الاخرين وتستقطبهم في اطارها، فانتهى جانكيز
خان وكأنه ما ابتدأ نتيجة عدم ايمانه بقيم المواطنة وتوسعة المفطر من واقع انتصاره في المعارك، وعدم يقينه بان الانتصار في المعركة لا يعني الانتصار بالحرب ولا يعني حكما الاستقرار في معادلة بسط النفوذ الذي بحاجة الى فكر جامع كما شرعة قبول، وهذا ما بينتة هذه الارض عندما لفظت توطين النتانة في عين جالوت وهذا ما ستفعله دائما، فهذا ما علمنا اياه التاريخ وهو ما تقره بطون الكتب.
خلاصة القول فان التفكير السلبي قد يكون مفيدا في حالات ظرفية محددة، لكنه لن يكون ناجعا في الابعاد الاستراتيجية لانها تعتمد على شمولية الاحاطة الموضوعية، بين التفكير الايجابي المبادر الذي يقوم بتحديد الاهداف ويسعى للوصول اليها ضمن جمل موصولة هذا اضافة للتفكير السلبي الاحترازي المتمم الذي قد يكون مفيدا في المحطات الاستثنائية التي قد تحتاج الى استدارة وعمق تفكير خارج الصندوق.